القوات العراقية تصد هجوم الجهاديين في الرمادي ووصول تعزيزات جديدة

Read this story in English W460

صدت القوات العراقية والعشائر المتحالفة معها هجوم الجهاديين الذي يهدف الى السيطرة على المجمع الحكومي في مدينة الرمادي، فيما عززت السلطات وحداتها العسكرية بعد نشر قوات جديدة في المدينة، حسبما افاد ضباط الخميس.

وتظهر المعارك في الرمادي والاشتباكات في كركوك شمال البلاد ان قوات الحكومة حققت تقدما ضد تنظيم الدولة الاسلامية، لكن لا تزال التحديات الصعبة قادمة.

وقال العقيد هيثم الدراجي وهو ضابط في الفرقة العاشرة التي اشتركت في صد الهجوم على المجمع الحكومي، "تمكنا من ايقاف تقدم المسلحين باتجاه المجمع الحكومي".

واكد الضابط ومسؤول في مستشفى الرمادي مقتل اربعة من عناصر الامن واصابة 21 اخرين في عملية صد الهجوم مساء الاربعاء.

كما واكد الدراجي تنفيذ الطيران عشر ضربات جوية على مواقع المسلحين في منطقة الحوز التي انسحبت منها قوات الامن.

وخرجت اجزاء من مدينة الرمادي وقضاء الفلوجة الواقع شرقها، عن سيطرة الحكومة منذ بداية العام الجاري، لكن اجزاء اخرى وقعت بيد تنظيم الدولة الاسلامية بعد هجوم حزيران الماضي، الذي اسفر عن سقوط الموصل.

قال محافظ الانبار احمد الدليمي للتلفزيون من المانيا حيث يعالج اثر اصابته بقذيفة في ايلول الماضي "اذا خسرنا الانبار فسنخسر العراق".

واضاف المحافظ "ساعود قريبا لاكون مع العشائر وقوات الامن في الانبار للقتال" ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

وكان قرار الحكم باعدام النائب السابق احمد العلواني التي تخوض عشيرته قتالا شرسا في الرمادي اثر على معنويات ابناء العشيرة وانسحاب عددا منهم، ما ساهم في تقدم عناصر الدولة الاسلامية.

وقد  وصل التنظيم الى مشارف المجمع الحكومي خلال اليومين الماضيين حيث دارت معارك شرسة، على مسافة اقل من مئة متر.

لكن بعد ان تلقت العشيرة تطمينات بان يخضع الحكم للتمييز وابعاده عن التاثيرات السياسية، الى جانب تلقي العشائر دعما عسكريا وجويا مكثفا، تمكنت القوات الامنية من صد الهجوم وابعاد خطر سقوط المجمع الحكومي بيد التنظيم المتطرف.

لكن المدن الثلاث الرئيسية وهي الموصل وتكريت والفلوجة لاتزال تحت سيطرة المسلحين، بالاضافة الى عدد من القرى المحيطة بها.

وقد تعرضت القوات العراقية خلال هجوم حزيران الى هزيمة كبيرة، لكنها الان بعد حصولها على دعم جوي ومستشارين دوليين، وبمساندة قوات العشائر والمليشيات الشيعية بدأت باستعادة السيطرة على بعض المناطق.

واحرزت قوات الامن تقدما كبيرا في منطقة جرف الصخر جنوب غرب بغداد، كما تمكنت من استعادة السيطرة على مدينة بيجي وبلدتي السعدية وجلولاء في شمال وشمال شرق العاصمة.

وشن تنظيم الدولة الاسلامية هجوما على ثلاث قرى الاربعاء في غرب مدينة كركوك وقتل في الاشتباكات ستة من عناصر الامن واصيب 28 اخرين، بحسب مصادر امنية واخرى طبية.

ويفرض التنظيم الذي اعلن الخلافة سيطرته على مساحات شاسعة في العراق وسوريا المجاورة حيث تندلع حرب اهلية.

وكان الطيران السوري شن مطلع الاسبوع غارات على محافظة الرقة التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف ، ما اسفر عن مقتل 95 شخصا، نصفهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ونددت الولايات المتحدة الاربعاء بالغارات الجوية "المروعة" متهمة دمشق بارتكاب "مجزرة متواصلة".

وفي سوريا ايضا، قتل العشرات في كمين نصبته القوات السورية لمجموعة من المسلحين الذي كانوا ينتقلون من منطقة الى اخرى في ريف دمشق الشرقي في وقت متأخر مساء الاربعاء.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري سوري قوله ان "وحدة من الجيش والقوات المسلحة تقضي بكمين محكم على خمسين ارهابيا اثناء محاولتهم الفرار من بلدة ميدعا في الغوطة الشرقية باتجاه مدينة الضمير بريف دمشق".

غير ان مصدرا في حزب الله الذي يقاتل في سوريا الى جانب قوات النظام قال ان عدد قتلى الكمين بلغ 30 مسلحا، مشيرا الى انه جرى بعد وقوع الهجوم استهداف "الية تابعة للمسلحين بصاروخ موجه بعد خروجها (...) لانتشال الجرحى (...) وقد قتل كل من كان في الالية من مسلحين وجرحاهم".

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان "30 رجلا على الاقل استشهدوا وسقط عدد من الجرحى في الكمين الذين نفذه عناصر من حزب الله اللبناني وقوات النظام في وقت متاخر من ليل امس"، مضيفا "كما استهدفت قوات النظام بصاروخ سيارة قدمت لانقاذ الجرحى وسحب جثامين الرجال".

وبدا النزاع السوري في اذار 2011 بحركة احتجاجية سلمية ضد نظام الرئيس بشار الاسد قمعتها السلطات بقوة، وتحولت الى حرب متعددة الاطراف والجبهات قتل فيها اكثر من 195 الف شخص.

التعليقات 0