اختيار الاسماء الحركية في مناطق المتمردين بأوكرانيا جزء من الحياة اليومية

Read this story in English W460

بينما كان "الايطالي" و"مصفف الشعر" يبذلان كل ما في وسعهما لتصليح جهاز تلفزيون معطل في قاعدتهما القريبة من خط الجبهة الاوكرانية، انزل "بريسي" رشاشه عن كتفه لحظات لابتلاع جرعة من الكونياك.

وفي هذه المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون في شرق اوكرانيا، باتت الاسماء الحركية الكثيرة التي يطلقها المتمردون على انفسهم، عنصرا غير مألوف يشكل جزءا من الحياة اليومية منذ اندلاع النزاع.

وفي المناطق الانفصالية الموالية لروسيا، لا يستعمل المقاتلون عمليا اسماء عائلاتهم ولا اسماءهم، لكنهم يستعملون اسماء مستعارة تخفي هوياتهم لكنها غالبا ما تكشف ايضا جوانب من ماضيهم او من شخصياتهم.

وتشكل الاسماء الحركية مثل "الصاخب" او "الهادىء"، "موتورولا" او "الخنزير البري" المترجمة من اللغة الروسية، لائحة غالبا ما تكون غير مألوفة.

وقال "الايطالي" الذي يفرض هيبته، "لا اعرف صراحة كيف يختار البعض اسماءهم. وينتقي  كثيرون اسماء تنطبق عليهم، لكن آخرين يختارون مجرد اسم".

وهو، على سبيل المثال، اشتغل اربع سنوات عاملا زراعيا وفي قطاع البناء ناحية ساليرنا ونابولي، ثم عاد الى منطقة دونيتسك، مسقط رأسه قبل خمس سنوات.

وقد بدأ اختيار الاسماء الحركية لدى اندلاع التمرد لأن المقاتلين كانوا يريدون آنذاك اخفاء هوياتهم الحقيقية عن عيون العدو وعن عيون رفاقهم ايضا.

واضاف "الايطالي" انه "في الايام الاولى لبدء النزاع، كان الجميع يخافون على حياتهم وعلى عائلاتهم، لذلك بدأ استخدام الاسماء الحركية".

وقال "نستخدمها للتواصل في ما بيننا، لانه اذا كان احد لا يعرف اسمك، فهذا يعني ان لديه معلومات قليلة عنك حتى يستخدمها".

لكن اختيار اسم حركي فن قائم بذاته. فأفضلها يتألف من مقطعين لأن من السهولة تمييزها خلال نداء يوجه عبر الراديو، لكنها قصيرة الى حد ما لاستخدامها في ساحة القتال. 

واستوحى "لوسيد" قائد كتيبة للمقاتلين اسمه ن سيد اسباني من القرون الوسطى معروف ببراعته العسكرية وخططه. ويقول هذا العامل السابق في قطاع البناء والذي يتحدر من مدينة مجاورة "لدينا اكثر من ثلاثين +قطة+"، مشيرا بذلك الى مقاتليه.

اوضح هذا المتمرد الذي يبلغ الاربعين من عمره، الرمادي الشعر، ان "قصته (لوسيد) تروق لي، وبما انني قرأتها حتى النهاية، فقد اخترت اسمه". واضاف "انا الوحيد الذي اختار هذا الاسم بين المتمردين. فليس هناك سوى لوسيد واحد".

لكن الوضع بدأ يتغير مع دخول التمرد شهره الثامن، وبات التخلي عن الاسماء الحركية وشيكا. ففي اعقاب المعارك المستمرة منذ اشهر جنبا الى جنب، يشعر المتمردون بمزيد من الثقة بعضهم بالبعض الآخر ويؤكدون ان مناداة بعضهم البعض بأسمائهم الحقيقية بدأ يزداد. 

واكد قائد الكتيبة "قاتلنا معا واقمنا علاقات في مختلف المناسبات وتعلمنا كيفية التعرف بعضنا الى البعض الآخر". وبعدما رسخ الانفصاليون سيطرتهم على مناطق واسعة في المنطقة، بدأوا يسعون ايضا اليوم الى تغيير صورتهم.

واكد القائد المتمرد "نحاول ان نصبح جيشا حقيقيا حتى لا نبقى ميليشيا". واضاف "اننا نشكل لوائح ونحاول الاكثار من استخدام اسماء العائلات. فأسماء العائلات والاسماء الاولى يكثر استخدامها تدريجيا".

التعليقات 0