حليفان لروسيا يزوران اوكرانيا الموالية للغرب

Read this story in English W460

غداة لقائه الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشنكو، يستقبل الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو الاثنين في كييف رجل كازاخستان القوي والحليف التقليدي لروسيا التي تعاني من عزلة متزايدة على الساحة الدولية بسبب الازمة الاوكرانية.

وعشية زيارته لكييف دافع نزرباييف الذي يحكم منذ سقوط الاتحاد السوفياتي في 1991 هذا البلد الغني بالنفط الواقع في اسيا الوسطى، عن وحدة اراضي اوكرانيا التي خسرت في اذار شبه جزيرة القرم بعد ان ضمتها روسيا وقسما من منطقة دونباس المنجمية في شرق البلاد التي يسيطر عليها الانفصاليون المسلحون الموالون لروسيا.

والنزاع مع الانفصاليين المدعومين من موسكو اوقع اكثر من 4700 قتيل منذ منتصف نيسان ومفاوضات السلام متعثرة رغم التوصل الى هدنة مطلع كانون الاول.

وقال نزرباييف لوسائل الاعلام الكازاخستانية "مهمتنا جميعا هي وقف هذه الحرب وترسيخ استقلال اوكرانيا والاعتراف بوحدة اراضيها".

وتاتي زيارة الرئيس الكازاخستاني لاوكرانيا غداة زيارة الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشنكو الذي كانت الادارة الاميركية وصفته بانه "اخر دكتاتور في اوروبا".

ووفقا لمصادر لدى السلطات الاوكرانية، فان لوكاشنكو العدو اللدود للغربيين والحليف القديم لروسيا الذي حرص على عدم دعم الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا، طلب مساعدة كييف للتقرب من اوروبا.

واعرب الرئيس البيلاروسي الذي استضافت بلاده مفاوضات السلام بين كييف والمتمردين في ايلول، عن استعداده "لبذل كل الجهود" لمساعدة اوكرانيا في ايجاد حلول خلال لقائه مع الرئيس الاوكراني.

كما وافق على اعادة بث برامج التلفزيون الاوكراني العام في بيلاروسيا "في قرار غير مسبوق لانه بديل عن الدعاية الروسية" وفقا للمحلل السياسي الاوكراني المستقل تراس بيريزوفيتس.

وبعد زيارة كييف سيلتقي لوكاشنكو ونزرباييف هذا الاسبوع في روسيا فلاديمير بوتين.

واضاف المحلل "ان لقاء الدكتاتورين مع بترو بوروشنكو في العاصمة الاوكرانية رسالة لفلاديمير بوتين بانهما غير راضين عن سياسته".

واوضح "لدى لوكاشنكو ونزرباييف غريزة قوية. ومن المحتمل انهما يعتبران ان فلاديمير بوتين اصبح من الماضي ويغيران بسرعة سياستهما".

من جهته رأى مسؤول اوكراني كبير طلب عدم كشف اسمه انه "مع الحرب في اوكرانيا قضى بوتين على الاتحاد الجمركي" الذي اقامته روسيا مع بيلاروسيا وكازاخستان.

ويعاني البلدان من التدهور الملحوظ للوضع الاقتصادي في روسيا التي تخضع لعقوبات غربية مشددة بسبب موقفها من الازمة الاوكرانية.

وتقيم جالية كبيرة ناطقة بالروسية في البلدين المتاخمين لحدود روسيا، كما في اوكرانيا. وكان بوتين تذرع ب"حماية الناطقين بالروسية" لتبرير ضم شبه جزيرة القرم.

ويقول سيرغي بوستولوفسكي المحلل السياسي الاوكراني ان زيارتي لوكاشنكو ونزرباييف دليل على "قيام توجهات جيوسياسية جديدة في الاتحاد السوفياتي السابق".

وكتب بوستولوفسكي في مقال نشر على موقع صحيفة نوفوي فريميا الاوكرانية المستقلة انه "يمكن ان يكون لخطوة الرئيسين في كييف نتائج مهمة على مشروع بوتين الاوروبي-الاسيوي في 2015".

التعليقات 0