كوباني باتت تحت سيطرة القوات الكردية لكن الدمار فيها كبير

Read this story in English W460

مبان مدمرة وشوارع غطتها الانقاض واحياء مقفرة، هذه حال مدينة كوباني السورية المدمرة بعد ان حققت القوات الكردية انتصارا على جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية فيها، اثر معارك ضارية استمرت اكثر من اربعة اشهر.

وبعد يومين على معركة اصبحت رمز الحرب الاهلية التي تمزق البلاد منذ 2011 سيطر مقاتلو وحدات حماية الشعب، ميليشيا الحزب الكردي الرئيسي السوري، على مدينة مدمرة، كما افاد مراسلو وكالة فرانس برس الذين تمكنوا من دخولها.

وعند معظم مفترقات الطرق رحبت عناصر من الميليشيات وبينهم عدد من النساء بوجود الصحافيين باطلاق النار في الهواء من رشاشات كلاشنيكوف ورفع علامة النصر.

وقال احدهم ويدعى زياد "نحن الاكراد اقوياء ولا نخاف احدا. هنا بلدنا ومنازلنا". وقال اخر يدعى صلاح يوسف "لم يعد هناك اي عنصر من تنظيم الدولة الاسلامية او اي ارهابي هنا في كوباني لقد طردناهم ونحن في غاية الارتياح".

ومن حولهم المباني المدمرة التي تشهد على حدة المعارك والغارات العديدة التي نفذتها مقاتلات التحالف الدولي بقيادة اميركية.

وفي بعض الشوارع لم ترفع بعد قذائف هاون لم تنفجر الى جانب سيارات اخترقها الرصاص.

وعاد الهدوء الاربعاء الى كل المدينة لكن عمليات "التطهير" مستمرة في القرى المجاورة. ولا تزال طائرات التحالف تقوم بطلعات في سماء كوباني ونفذت الثلاثاء والاربعاء 13 ضربة سمحت بتدمير 12 آلية للجهاديين كما اعلن البنتاغون.

وفي موسكو بدأ معارضون سوريون وموفدون من الرئيس السوري بشار الاسد الاربعاء محادثات هي الاولى منذ فشل مفاوضات جنيف في محاولة لاستئناف الحوار بعد اربع سنوات تقريبا من حرب اوقعت 200 الف قتيل.

وهذه المحادثات تعتبر طموحاتها متواضعة نظرا لغياب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي يوجد مقره في اسطنبول وتعتبره المجموعة الدولية ابرز قوة معارضة سورية.

وهي اول محادثات بين اعضاء من المعارضة لا سيما ممثلين عن هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي والاكراد ومسؤولين عن النظام منذ فشل محادثات جنيف-2 في شباط 2014.

لكن احد المعارضين المشاركين في المحادثات اقر بان الطموحات متواضعة نظرا لغياب الائتلاف الوطني الذي يتخذ مقرا له في اسطنبول وتعتبره المجموعة الدولية ابرز قوة معارضة سورية.

ورفض الائتلاف اية مشاركة معتبرا ان المحادثات يجب ان تجري برعاية الامم المتحدة وفي دولة "محايدة" وليس روسيا التي تدعم نظام دمشق.

واضاف هذا المعارض "لقد حضرنا مع لائحة من عشر نقاط. ولتجنب ارتكاب الخطأ نفسه الذي ارتكب في جنيف-2، لن نطرح في بادئ الامر مسالة تشكيل حكومة انتقالية". وتابع "بين اولويات المعارضة التي ستطرح في موسكو: وقف القصف والافراج عن السجناء السياسيين لا سيما النساء والاطفال، ووضع آليات لنقل المساعدة الانسانية".

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "لا احد يتوهم بان بضعة ايام من المباحثات ستساهم في تسوية كافة المشاكل لكن علينا اطلاق الامور سريعا" مشيرا الى "تنازلات ضرورية للتوصل الى تسوية".

ورغم هزيمته الرمزية في كوباني لا يزال تنظيم الدولة الاسلامية الذي خسر اكثر من الف مقاتل في هذه المعركة، يسيطر على مناطق واسعة من سوريا والعراق ويشيع الذعر ويكثف التجاوزات.

وفي شريط بث الثلاثاء هدد التنظيم باعدام الطيار الاردني معاذ الكساسبي والرهينة الياباني كينجي غوتو في حال لم يتم الافراج خلال 24 ساعة عن الجهادية العراقية المعتقلة في الاردن ساجدة الريشاوي.

وقبل ساعات من انتهاء المهلة اكدت الحكومة الاردنية انها مستعدة للافراج عن الجهادية مقابل اطلاق سراح الطيار وفقا للتلفزيون الاردني شرط الحصول على دليل على انه لا يزال على قيد الحياة.

وخلال اربع سنوات اوقعت الحرب الاهلية في سوريا 200 الف قتيل وادت الى تهجير اكثر من ثلاثة ملايين شخص فروا من المعارك.

وهجوم تنظيم الدولة الاسلامية في منتصف ايلول على كوباني دفع ب200  الف سوري معظمهم من الاكراد الى اللجوء الى تركيا. ولا تزال الحدود بين تركيا وسوريا مغلقة بالكامل الاربعاء قبالة عين العرب بعد يومين على طرد جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية منها كما افاد مراسل وكالة فرانس برس.

وقال مسؤول في الهيئة الحكومية التركية المكلفة الاوضاع الطارئة رافضا الكشف عن اسمه "لن نسمح بدخول اي لاجئ حتى اشعار اخر".

ومتذرعة باسباب امنية نشرت السلطات التركية اعدادا كبيرة من الدرك والجنود في محيط مركز مرشد بينار الحدودي على بعد كيلومترات من مدينة سوروتش (جنوب) لمنع اي عبور للحدود.

وحجم الدمار الذي سببته المعارك في كوباني لم يحقق حلم السوريين بالعودة الى ديارهم. وقالت جميلة حسن الاستاذة في ال36 من العمر لجأت الى تركيا لوكالة فرانس برس "بلادنا اهم شيء بالنسبة لنا. لكن في الظروف الحالية العودة مستحيلة بكل بساطة".

التعليقات 0