بالفيديو.. "الدولة الإسلامية" يدمّر تماثيل أثرية ومسجدا في الموصل

Read this story in English W460

نشر تنظيم "الدولة الاسلامية" الخميس شريطا يظهر قيام عناصره بتدمير آثار يعود تاريخها الى آلاف السنين في متحف مدينة الموصل في شمال العراق، مستخدمين مطرقات وآلات ثقب كهربائية، ما دفع منظمة اليونيسكو لطلب عقد اجتماع طارىء لمجلس الامن الدولي.

ويضم المتحف تماثيل وآثار من الحضارتين الآشورية والهلنستية، يعود تاريخها الى قرون قبل ميلاد المسيح، ما حدا بخبراء الى المقارنة بين تدمير آثار متحف الموصل، وقيام حركة طالبان الافغانية في العام 2001 بتدمير تمثالين عملاقين لبوذا في منطقة باميان.

واظهر شريط مصور للتنظيم، عناصر منه ينزعون أغلفة من النايلون عن تماثيل مختلفة الحجم، اضافة الى اخرى تنتصب على قاعدة رخامية ضخمة بارتفاع نحو مترين، وتماثيل نصفية او وجوه اثرية معلقة على الجدران.

وقام العناصر برمي التماثيل ارضا وتحطيمها، واستخدام المطرقات لتكسير بعضها. كما استخدموا آلة ثقب كهربائية لتشويه تمثال آشوري ضخم لثور مجنح، يقع عند بوابة نركال في الموصل التي يسيطر عليها التنظيم منذ حزيران.

ويظهر في الشريط عنصر ملتح امام تمثال ضخم، وهو يقول "ايها المسلمون، ان هذه الآثار التي ورائي انما هي اصنام واوثان لاقوام في القرون السابقة كانت تعبد من دون الله عز وجل. انما ما يسمى بالآشوريين والاكاديين وغيرهم كانوا يتخذون آلهة للمطر وآلهة للزرع وآلهة للحرب، يشركون بالله عز وجل ويتقربون اليها بشتى انواع القرابين".

اضاف "النبي (محمد) ازال الاصنام وطمسها بيده الشريفة عندما فتح مكة".

وقال خبراء ان الآثار المدمرة تشمل قطعا اصلية، واخرى اعيد بناؤها من قطع صغيرة، اضافة الى نسخ عن قطع اصلية موجودة في متاحف اخرى.

وتشمل القطع آثارا من الحقبتين الآشورية والبارثية، اضافة الى قطع من مدينة الحضر التاريخية على مسافة مئة كلم جنوب غرب الموصل.

واعتبر طوماس كامبل، مدير متحف متروبوليتان في نيويورك، ان ما جرى عمل "كارثي". 

وقال "ندين بشدة هذا العمل التدميري الكارثي الذي استهدف واحدا من اهم المتاحف في الشرق الاوسط"، مشيرا الى ان "مجموعة متحف الموصل تغطي كل مراحل الحضارة في المنطقة، مع منحوتات مميزة للمدن الملكية مثل نمرود ونينوى والحضر في شمال العراق".

واضاف ان "هذا الهجوم الاعمى على فن عظيم، على التاريخ والوعي البشري، لا يشكل عدوانا مأساويا على متحف الموصل فحسب، بل على التزامنا الكوني باستخدام الفن لجمع الشعوب وتشجيع التفاهم البشري. يجب ان تتوقف هذه الوحشية المجانية قبل القضاء على كل اثار العالم القديم".

ويتألف متحف الموصل من ثلاث قاعات، الآشورية والحضرية (نسبة الى مدينة حضر)، والاسلامية. وفي حين بدا ان التماثيل هي من القاعتين الاوليين، لم يتضح مصير آثار القاعة الاسلامية.

وقال تشارلز جونز، وهو استاذ في جامعة بنسيلفانيا الاميركية عمل سنوات للحفاظ على التراث العراقي، لوكالة فرانس برس "هذه هي +لحظة باميان+ بالنسبة اليهم (عناصر تنظيم الدولة الاسلامية)".

واكد شهود واكاديميون، ان التنظيم فجر اليوم مسجد الخضر في وسط الموصل، والذي يعود تاريخه الى القرن الثاني عشر.

وقال استاذ الهندسة المعمارية العراقي احسان فتحي المقيم في الاردن، ان ذلك يمثل "خسارة مؤسفة وارهابا ثقافيا هائلا"، معتبرا ان دافع التنظيم المتطرف لتفجير المسجد هو انه يضم ضريحا، وهو ما يراه التنظيم بمثابة "شرك" في عبادة الله، انطلاقا من تفسيره المتشدد للشريعة الاسلامية.

وسبق للتنظيم ان نشر صورا على حسابات مؤيدة على موقع "تويتر"، تظهر تفجيره مزارات واضرحة اسلامية في مناطق يسيطر عليها في العراق.

ويأتي تدمير الآثار بعد نحو اسبوعين من تبني مجلس الامن قرارا هدفه تجفيف مصادر تمويل تنظيم الدولة الاسلامية، بما فيها تهريب الآثار.

واعتبرت مديرة منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو" ايرينا بوكوفا في بيان ان "هذا الاعتداء هو اكثر بكثير من مأساة ثقافية، هذا ايضا شأن امني يغذي الطائفية والتطرف العنيف والنزاع في العراق".

واضافت "لهذا تواصلت مع رئيس مجلس الامن الدولي لاطلب منه عقد جلسة طارئة لمجلس الامن حول حماية الارث الثقافي العراقي، كمكون اساسي من امن البلاد".

واعربت عن "صدمتها العميقة" من الشريط المصور، مؤكدة "ادانتها لهذا الاعتداء المتعمد على تاريخ العراق وتراثه الذي يعود الى آلاف السنين".

وقبل سيطرة التنظيم على الموصل، كانت المدينة مزيجا من الطوائف والقوميات، الا انها ومناطق محيطة بها باتت شبه خالية من سكانها المسيحيين والايزيديين وغيرهم من الاقليات التي نزحت خوفا من المتطرفين الاسلاميين.

ويعد الآشوريون احدى اقدم الطوائف المسيحية في الشرق الاوسط، وكانوا من الاقليات الدينية الاقدم التي اتخذت من شمال العراق موطنا اساسيا لها. وخطف التنظيم المتطرف خلال الايام الماضية، 220 آشوريا على الاقل من مناطق في شمال شرق سوريا، حيث يسيطر ايضا على اراض واسعة.

ورأت بوكوفا ان عملية التدمير تخالف قرار مجلس الامن الرقم 2199 الصادر قبل نحو اسبوعين والذي يهدف الى تجفيف الموارد المالية للتنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق، ومنها تهريب الآثار.

وفي الشريط الذي بث اليوم، يقول العنصر في التنظيم "لا نبالي (بتدمير الآثار)، وان كانت بمليارات الدولارات".

وقال خبير الآثار الدكتور سامويل هاردي على مدونته التي تعنى بشؤون الآثار في مناطق النزاع، ان عناصر التنظيم اقدموا على تدمير ما لا يقدرون على نقله او بيعه.

وكتب على المدونة "ما يظهره هذا الشريط فعلا هو انهم مستعدون لتدمير الاشياء التي لا يمكنهم شحنها او بيعها".

التعليقات 2
Missing peace 22:32 ,2015 شباط 26

they are as braindead as M8ers are....

Thumb Sanelebanese 04:39 ,2015 شباط 27

Funny religion: they kill each other for Muhammad, kidnap, rape and behead for muhammad. Even idols are a threat for muhammad. Animate as well as inanimate objects threaten their fu--ed up belief.