بوكو حرام قد تصعد هجماتها على مناطق في نيجيريا

Read this story in English W460

من المتوقع ان تتصاعد هجمات جماعة بوكو حرام ضد قرى وبلدات في نيجيريا مع اقتراب الانتخابات العامة في البلاد وذلك رغم اعلان الجيش عن نجاح متزايد ضد الجماعة المتطرفة وخصوصا في شمال شرق البلاد.

وقتل 86 شخصا على الاقل الاسبوع الحالي في تفجيرات نسبت الى جماعة بوكو حرام، واستهدفت جميعها محطات حافلات مزدحمة في شمال شرق البلاد والوسط واقصى الشمال.

ودفعت الاعتداءات المتشابهة، وعادة ما تكون عبارة عن هجمات انتحارية او متفجرات موضوعة في حقائب، الحكومة في ابوجا الى اصدار تحذير تدعو فيه المواطنين الى اليقظة من "الاهداف السهلة".

ومع اقتراب الانتخابات في 28 اذار والتي تعهدت بوكو حرام  بمنعها، يلفت الخبراء الى خشية متزايدة على امن الناخبين وخصوصا في مراكز الاقتراع.

ويقول ريان كومينغ، محلل الشؤون الافريقية في معهد "ريد 24" الاستشاري، "اعتقد من الممكن القول انه في وقت تستمر العمليات الاقليمية لمكافحة المتمردين في شمال شرق البلاد، ستصعد بوكو حرام من حملة الرعب في حرب المدن التي تتبعها".

واضاف "سيتضح لبوكو حرام انها تفتقد الموارد الضرورية او حتى القدرة على توريط الجيش النيجيري وحلفائه في حرب تقليدية، ولذلك فان هجماتها العقابية ستركز بشكل متزايد على نمط الحروب غير المتوازية والتي عادة ما تكون مواردها قليلة ولكنها تبقى مؤذية".

وتعيد الهجمات التي تستهدف المدن والبلدات التذكير بتكتيكات الجماعة السابقة قبل ان تبدأ بالتوسع لتسيطر على مناطق في شمال شرق البلاد في منتصف العام 2014 وتعلن من بعدها الخلافة الاسلامية.

وكانت تعرضت مدن عدة من بينها كانو وبشكل خاص مايدوغوري، عاصمة ولاية بورنو، لهجمات متكررة حتى اعلنت الحكومة حالة الطوارئ في ايار 2013 في ولايات شمال شرق نيجيريا.

 ونجح الجيش وقوات الحراسة المدنية في اجبار مقاتلي الجماعة على التراجع الى مناطق ريفية زاد فيها معدل العنف.

وفي ظل ضعف التواجد العسكري في المناطق القروية والخلافات في صفوف الجيش حول تأمين السلاح والمعدات، استغلت بوكو حرام الفرصة لتسيطر على مناطق واسعة.

ولكن الساحة الميدانية شهدت قتالا بين الطرفين منذ الهجوم على مدينة باغا في ولاية بورنو في الثالث من كانون الثاني الذي سقط خلاله مئات المدنيين والضربات التي تشنها الجماعة في كل من تشاد والنيجر.

 وقصف الجيش النيجيري، بمساعدة قوات من الكاميرون وتشاد والنيجر، معاقل لبوكو حرام في شمال شرق نيجيريا. ويقول انه استعاد مناطق من ايدي الجماعة من بينها باغا نهاية الاسبوع الماضي.

وزار الرئيس غودلاك جوناثان المدينة الواقعة على حدود بحيرة تشاد يوم الخميس، وقال للقوات المتواجدة هناك ان النزاع، الذي سقط ضحيته اكثر من 13 الف شخص منذ العام 2009، سينتهي قريبا.

ومن المفترض تنظيم الانتخابات العامة في البلاد في 28 آذار بعدما تقرر تأجيلها ستة اسابيع بسبب العمليات العسكرية المستمرة.

وتعهد زعيم بوكوحرام ابو بكر شيكاو في شريط فيديو ان "هذه الانتخابات لن تحصل حتى لو كنا امواتا. حتى لو لم نكن على قيد الحياة فان الله لن يسمح لكم ابدا بالقيام بذلك". 

وبحسب مارك شرودر، المحلل في مركز ستراتفور، ان التفجيرات الاخيرة في كانو، اكبر مدن الشمال، وفي مدينة جوس في الوسط، اثارت مخاوف امنية جديدة.

ويقول شرودر ان الجيش النيجيري، وبدعم من الحكومة، قد يستطيع استعادة السيطرة على بعض المدن في شمال شرق البلاد، و"لكن من الصعب جدا منع بوكو حرام من شن هجمات مضادة ضد المدنيين في مناطق اخرى". 

ومن جهته وصف عبدالله بوا وسا، المحلل النيجيري في الشؤون الامنية، هجمات بوكو حرام على انها خطوة "يائسة" من قبل المقاتلين. ولكنه اشار الى ان الهدف من هذه الهجمات اليوم هو اثبات ان الجماعة "لا زالت تملك القدرة الكافية". وتابع "سنشهد تصاعدا في هذه الهجمات في الاسابيع المقبلة"، ما قد يرغم الدولة على تأجيل الانتخابات مرة ثانية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات 0