الامم المتحدة تدعو الى وقف اطلاق النار في اليمن ودعوات ملحة للمساعدة الانسانية

Read this story in English W460

طلبت الامم المتحدة وقفا فوريا لاطلاق النار في اليمن حيث اوقعت المعارك بين انصار الرئيس اليمني وخصومه وحملة الغارات الجوية العربية ضد المتمردين مئات القتلى وتسببت بازمة انسانية خطيرة منذ حوالى شهر.

وبعد غارات مكثفة ليل الخميس في شمال البلاد، قصفت طائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية الجمعة مرتين مخزنا للسلاح في شرق العاصمة صنعاء بحسب شهود. وتصاعدت سحب الدخان من المكان العائد الى الحرس الجمهوري الذي لا يزال مواليا للرئيس السابق علي عبدالله صالح المتحالف مع المتمردين الحوثيين.

وقصف التحالف ايضا مدينة عدن جنوبا حيث قتل قيادي من الحوثيين في غارة استهدفت سيارته وفق مصدر عسكري. وفي الاجمال قتل 76 شخصا خلال 24 ساعة في جنوب البلاد حيث يتواجه انصار الرئيس عبدربه منصور هادي مع الحوثيين وحلفائهم.

بدورها، تعرضت مدينة تعز في جنوب غرب البلاد لغارات هدفت الى منع الحوثيين من السيطرة على احد المعسكرات، وفق مصدر عسكري. وافاد مصور فرانس برس في المكان ان القصف استهدف القصر الرئاسي في المدينة ودمره تماما.

وازاء خطورة الوضع، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى هدنة "فورية" في البلاد.

وقال مساء الخميس في واشنطن "ان عملية السلام المدعومة من الامم المتحدة هي افضل سبيل للخروج من هذه الحرب المستمرة منذ زمن بعيد ولها عواقب كارثية على الاستقرار الاقليمي".

وبعد استقالة موفده الى اليمن جمال بن عمر، قال بان انه يبحث عن وسيط جديد "يمكن ان يتوجه فورا" الى المنطقة. 

وافادت حصيلة الجمعة لمنظمة الصحة العالمية ان النزاع في اليمن اوقع 767 قتيلا و2906 جرحى منذ 19 اذار الفائت بينهم عدد كبير من المدنيين.

كما دفعت اعمال العنف آلاف الاجانب الى مغادرة البلد وادت الى ازمة انسانية بسبب تناقص المؤن والادوية والماء والكهرباء والمحروقات في اغلب المناطق.

وقامت المانيا الجمعة باجلاء "اكثر من مئة شخص" من بينهم المان واخرون من جنسيات اوروبية اخرى.

وفي اوسلو اعلنت السلطات اطلاق سراح صحافية نروجية كانت محتجزة منذ اذار/مارس الماضي في اليمن بعد اتهامها بالتجسس.

والجمعة، وجهت الامم المتحدة وشركاؤها في المجال الانساني في اليمن نداء عاجلا للحصول على مساعدة انسانية بقيمة 274 مليون دولار لتلبية حاجات 7,5 مليون نسمة تأثروا جراء تأجيج النزاع.

وحذر منسق المساعدات الانسانية يوهانس فان دير كلو من ان "الاف الاسر فرت من منازلها بسبب المعارك والغارات الجوية. وتجد العائلات صعوبة في الحصول على المياه او العلاج الطبي او المواد الغذائية او الوقود".

وفي جنيف، اعرب مسؤول اللجنة الدولية للصليب الاحمر في اليمن سيدريك شوايزر عن اسفه للتدهور السريع للوضع الانساني في اليمن واوضح ان احدى المشكلات الرئيسية هي نقص الوقود والمواد الغذائية والادوية خاصة للمرضى المصابين بامراض مزمنة.

وقال في مؤتمر عبر الفيديو الجمعة "لم يعد هناك واردات في اليمن، نتحدث عن الغذاء والوقود والادوية".

واضاف "اننا نحتاج بشكل عاجل لايجاد سبيل من اجل ادخال مواد غذائية الى اليمن" والا فان الوضع سيطرح "مشكلة كبيرة في الاسابيع المقبلة".

وشدد بان كي مون على انه "قد حان الوقت لدعم (فكرة) الممرات الانسانية التي تتيح عبور المساعدة التي تنقذ ارواحا، والمرور الى السلام الحقيقي".

كما اجرى بان مساء الخميس اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الذي دعا مجددا الى الحوار بين اطراف النزاع.

الا ان المتحدث باسم التحالف العربي العميد احمد العسيري اكد مساء الجمعة في مؤتمره الصحافي اليومي استمرار العمليات العسكرية. وقال "نحتاج الى صبر وعمل ومثابرة ولسنا في مجال الاستعجال ... لا نستعجل المراحل حتى تكلل العملية بنجاح".

من جانب آخر يلتقي قادة دول مجلس التعاون الخليجي يومي 13 و14 ايار بالرئيس الاميركي باراك اوباما في واشنطن وكمب ديفيد. 

من جهة اخرى نفى الرئيس السابق علي عبد الله صلاح الذي يقدم باعتباره مدبر هجوم المتمردين الحوثيين، سعيه الى مغادرة اليمن. وقال في تغريدة انه ليس من النوع الذي يسعى للاقامة في جدة او باريس وان لا احد يجرؤ على مطالبته بمغادرة بلده.

واستفاد تنظيم القاعدة من الفوضى التي تعم البلاد حيث استولى الجمعة على معسكر هام تابع للجيش اليمني في مدينة المكلا كبرى مدن محافظة حضرموت جنوب شرق اليمن، وصادر اسلحة ثقيلة كانت داخله، بحسب ما افاد مسؤول محلي.

وقال المسؤول في المحافظة ان مقاتلي القاعدة سيطروا الجمعة على معسكر"اللواء 27 المؤلل وعلى اسلحة ثقيلة بينها دبابات ومدافع"، مؤكدا ان المتمردين الاسلاميين باتوا يسيطرون على مجمل المكلا وذلك غداة سيطرتهم على مطارها.

واكد سكان في المدينة في اتصال مع فرانس برس سقوط المعسكر، الذي اكد المسؤول المحلي نفسه انه تم "من دون مواجهات".

ويقع معسكر اللواء 27 شرق مدينة المكلا وكان الموقع الاخير في المدينة الذي لم يسقط بعد بايدي تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

التعليقات 0