المهاجرون البنغلادشيون يخاطرون بحياتهم للوصول الى جنوب شرق اسيا

Read this story in English W460

بعد حرمانهم من الوظائف في الخليج وجهة الهجرة التقليدية للبنغلادشيين، انضم كثيرون منهم الى المهاجرين الروهينغا سعيا للوصول الى جنوب شرق اسيا بحرا مخاطرين بحياتهم.

وبالنسبة الى ملايين من هؤلاء تدهور مستوى الحياة في السنوات الاخيرة. وتستغل شبكات المهربين هذا البؤس لتنظيم هذه الرحلات البحرية المحفوفة بالمخاطر باتجاه ماليزيا، البلد المسلم حيث الاقتصاد أفضل.

وقال الامام وصي الله البالغ 50 عاما من قرية ليدا الواقعة على بعد 400 كلم جنوب دكا "لم يعد لدينا شبان لزراعة اراضينا او اداء الصلاة في المسجد".

واضاف في حديث مع وكالة فرانس برس "اقترض الناس بفوائد مرتفعة جدا، باعوا حليهم الذهبية او اراضيهم لتسديد ثمن هذه الرحلات الفتاكة".

وافاد العامل الزراعي هارون الرشيد انه يحاول المغادرة وهو مقتنع بان اخرين يعثرون على عمل في ماليزيا مع ان البعض يقضون في اثناء العبور.

وقال العامل المقيم في ليدا "لا نجد عملا هنا. وراتبي لا يكفي لافراد عائلتي الستة". واضاف ان "الاستماتة هنا لا معنى لها. في الخارج على الاقل ساكسب ما يكفي لاعالة عائلتي"، علما انه يتقاضى ما بين 150 و200 تاكا (2 الى 2,5 دولار اميركي) يوميا.

وقام اكثر من 25  الف شخص اغلبهم من اقلية الروهينغا المسلمة المضطهدة في بورما، اضافة الى بنغلادشيين، بالرحلة الخطيرة عبر جنوب خليج البنغال بين كانون الثاني/يناير واذار/مارس هذا العام، بحسب الامم المتحدة.

ويغادر البنغلادشيون بسبب قلة الوظائف في الارياف وهبوط اسعار الارز وزراعات اخرى، بحسب الخبراء.

فبالرغم من تسجيل بنغلادش نموا يفوق 6% سنويا، ما زال ربع سكانها تحت خط الفقر فيما تتعرض البلاد بانتظام الى اعاصير وفيضانات.

في العادة كانوا يهاجرون الى دول الخليج ليعملوا في ورشات البناء. وتشكل مداخيلهم عنصرا حيويا في اقتصاد بلادهم التي تعاني من ازمة سياسية طويلة ومن الفساد. لكن الوجهات الرئيسية، اهمها السعودية والامارات، خفضت الى حد كبير طلبها في السنوات الاخيرة مع تراجع حاجاتها.

وتشير الاحصاءات الرسمية للعام 2008 الى عمل حوالى 875 الفا و055 من مواطني بنغلادش في الخارج، اغلبهم في الخليج. وتراجع هذا العدد الى النصف في 2014 فيما بات الطلب على النساء كعاملات منزليات أكبر بكثير من العمال في قطاع البناء والاشغال.

وكانت ماليزيا كذلك وجهة مفضلة لهؤلاء حيث عملوا فيها فترة طويلة في المزارع مقابل رواتب افضل من الخليج.

لكن البلاد اوقفت هذه التوظيفات في 2007 في اطار مكافحتها للجريمة والهجرة السرية. واعادت في 2013 فتح حدودها بشكل طفيف امام البنغلادشيين.

وافاد مسؤول في الامم المتحدة عمل مع المهاجرين في مراكب في المنطقة ان طلائع رحلات البنغلادشيين في مراكب باتجاه جنوب شرق اسيا تعود الى 2005.

وصرح رافضا الكشف عن اسمه "منذ تلك الفترة تعززت شبكات المهربين وانتشرت في جميع انحاء البلاد، لتصبح احد فروع الجريمة المنظمة الاكثر ربحية".

وانخرط عدد من صيادي كوكس بازار حيث تتركز هذه الانشطة في جنوب بنغلادش في هذه الاعمال التي تدر اموالا اكثر.

وقال طفيل احمد المسؤول الكبير في الشرطة المكلف مكافحة هذه العصابات "انه قطاع ينطوي على ملايين الدولارات تشارك فيه عصابات اجرام من بنغلادش وتايلاند وبورما وماليزيا".

في قرية دريارديغي التي تشمل 3000 عامل زراعي على بعد 30 كلم شمال ليدا، غادر حوالى 200 شاب منذ اربع سنوات بحرا.

واكد عبد الرحيم البالغ 21 ان رحلته انقلبت كابوسا. وقال والده حبيب الله لفرانس برس "بعد 28 يوما، اتصل بي رحيم من المركب". واضاف "طلب مني ان ارسل له 200 الف تاكا (2500 دولار) وقال ان المهربين يضربونه يوميا".

لكن الوالد لم يدر الى اين يرسل المال. في الشهر الفائت اتصل به راكبان اخران ليبلغاه ان ابنه في مستشفى للامراض النفسية في تايلاند.

التعليقات 0