تونس: أولى النتائج الجزئية تؤكد تقدم حزب النهضة الإسلامي

Read this story in English W460

اكدت اولى النتائج الجزئية غير النهائية لانتخابات المجلس الوطني التاسيسي في تونس الثلاثاء تقدم حزب النهضة الاسلامي بفارق كبير على اقرب منافسيه وايضا نتيجة جيدة لحزب المؤتمر من اجل الجمهورية بزعامة منصف المرزوقي.

كذلك، ثمة "مفاجاة" آخذة في التشكل قد تحدثها قائمة "العريضة الشعبية من اجل العدالة والتنمية" بزعامة الهاشمي الحامدي.

واظهرت نتائج تخص تسع دوائر فوز النهضة ب 24 من 62 مقعدا يليها حزب المؤتمر وقائمة العريضة بتسع 9 مقاعد لكل منهما.

وحل حزب التكتل من اجل العمل والحريات بزعامة مصطفى بن جعفر ثالثا بسبعة مقاعد ثم الحزب الديموقراطي التقدمي باربعة مقاعد.

ويتواتر اعلان النتائج الجزئية غير النهائية في انتظار ان تعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الجهة الوحيدة المخولة اعلان النتائج، النتائج النهائية الكاملة مساء اليوم او ربما غدا الاربعاء.

في هذه الاثناء، اكد مراقبون اجانب "شفافية" انتخابات الاحد مشيرين الى "تجاوزات لا معنى لها".

وقال بيان بعثة الاتحاد الاوروبي للمراقبة وهي اكبر بعثة مراقبين اجانب لهذه الانتخابات ان "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تمكنت من تنظيم الانتخابات في اطار من الشفافية" وقالت انها لم تسجل سوى "تجاوزات لا معنى لها".

واضافت ان "هذه الانتخابات ترجمت الارادة الواضحة للشعب التونسي في ان تحكمه سلطات منتخبة ديموقراطيا".

كما اعلن رئيس بعثة مركز كارتر ان انتخابات 23 تشرين الاول في تونس كانت " سلمية وحرة وشفافة" مشيرا الى "بعض الهنات".

وقال الرئيس السابق لجزر القمر قسام اوتيم الذي يتراس بعثة من 65 مراقبا ينتمون الى 25 جنسية خلال مؤتمر صحافي "نقول في ثلاث كلمات ان الانتخابات كانت سلمية وحرة وشفافة".

واضاف "بعد اكثر من خمسين عاما من الحكم الاستبدادي، مكنت انتخابات الاحد التونسيين من المشاركة بكل حرية والقيام بخياراتهم في كنف السرية داخل العازل".

واشاد رئيس البعثة في بيانه بدور الهيئة الانتخابية التي "سهرت على الشفافية والحياد التام".

ونظمت هيئة مستقلة للمرة الاولى في تاريخ تونس الانتخابات بدلا من وزارة الداخلية، وكانت موضع اشادة داخلية وخارجية.

وكان حزب النهضة اعلن منذ الاثنين انه تصدر المشهد السياسي الجديد في تونس وتوقع مسؤولوه ان يفوز بما بين ثلاثين واربعين في المئة من مقاعد المجلس التأسيسي اثر انتخابات الاحد التي نظمت بعد تسعة اشهر من الاطاحة بنظام زين العابدين بن علي عبر "ثورة الحرية والكرامة" التي دشنت "الربيع العربي".

وبحسب النتائج غير النهائية لتصويت التونسيين في الخارج التي اعلنتها الاثنين الهيئة الانتخابية، فقد حلت النهضة في المرتبة الاولى وحصلت على تسعة مقاعد من ال18 المخصصة لتونسيي المهجر من 217 مقعدا في المجلس التأسيسي.

وبانتخاب المجلس التأسيسي تعود الشرعية لمؤسسات الدولة. وتتمثل المهمة الاساسية لهذا المجلس في وضع دستور "الجمهورية الثانية" في تونس المستقلة.

وسيتعين على حزب النهضة التفاوض مع تشكيلات يسارية بينها خصوصا حزب المؤتمر من اجل الجمهورية بزعامة منصف المرزوقي والتكتل من اجل العمل والحريات بزعامة مصطفى بن جعفر اللذان يتنافسان على المرتبة الثانية مع توقعات بحصول كل منهما على نسبة تبلغ نحو 15 في المئة.

لكن الصعود الذي لم يكن احد يتوقعه لقائمة "العريضة الشعبية" قد يحدث مفاجأة.

وتشير كثير من المصادر الى اتصالات جرت بين حزب الغنوشي وحزب المرزوقي (يسار عروبي) المنفيين في عهد بن علي في لندن وباريس، ولكن لم يؤكدها علنا اي منهما.

واتهمت بعض الاطراف اليسارية الاخرى المرزوقي "بالتحالف مع الشيطان". غير ان المعارض التاريخي دافع عن ضرورة اقامة حكومة وحدة وطنية واسعة بفريق قوي "يملك القدرة على الحكم".

ونفى المرزوقي قطعيا في تصريحات لوكالة فرانس برس وجود اي تحالف مع النهضة قبل الانتخابات. وقال "ننتظر النتائج النهائية ثم سنجمع المكتب السياسي للحزب ومناضليه لتقرير استراتيجيتنا قبل البدء بالمشاورات" مع باقي الاطراف.

من جانبه قال بن جعفر المعارض الشرس لبن علي منذ بداية الحملة الانتخابية انه "لن يتحالف ابدا" مع النهضة "او غيرها" قبل الاقتراع، لكنه اكد انه سيبذل قصارى جهده لاقامة "حكومة مصلحة وطنية" رافضا دعوات من اطراف يسارية اخرى لاقامة تحالف ضد النهضة.

ورغم تقدم النهضة فان المحللين في تونس يؤكدون انه "لا يمكنها ان تحكم لوحدها" وسيتعين عليها التعاطي مع مجتمع يملك تقاليد حداثية متمسك بمكاسبه التقدمية ومنفتح كثيرا على اوروبا كما سيتعين عليها طمانة المستثمرين الاجانب.

ووجهت النهضة التي يقول بعض قادتها انها اقرب الى نموذج اسلاميي تركيا، الاثنين رسائل في هذا الاتجاه.

واكد نور الدين البحيري عضو المكتب التنفيذي للنهضة لوكالة فرانس برس التزام حزبه باحترام حقوق المراة وتعهدات الدولة التونسية كافة.

من جانبه قال عبد الحميد الجلاصي القيادي الاخر في النهضة "يجب ان تطمئن رؤوس الاموال والاسواق والشركاء الاجانب على التعهدات التي ابرمتها الدولة التونسية والتزاماتها".

وستكون سلطات المرحلة الانتقالية الثانية في تونس امام تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة.

كما ستكون في مواجهة معارضة يتوقع ان تتشكل اساسا من علمانيين وليبراليين قد يشكلون كتلة تمثل 25 في المئة في المجلس التاسيسي.

التعليقات 9
Default-user-icon The Truth (ضيف) 00:24 ,2011 تشرين الأول 26

Today, elections in Tunisia, tomorrow in Egypt and Libya and the day after in Yemen and Syria.

Thumb Chupachups 02:43 ,2011 تشرين الأول 26

If Tunisia has polling stations for expatriates, then Lebanon must have them ready for the next elections....

Thumb canaanite 08:23 ,2011 تشرين الأول 26

@bigdig...

lucky you...

Default-user-icon Bubba (ضيف) 08:57 ,2011 تشرين الأول 26

bigdig is thankfully correct, we are witnessing the birth of the Islamic middle east the glorious Iranian leaders promised back in January. First Tunisia then Libya then Egypt then Syria and Iraq. It will be pure and holy and clean of any infidels or Islamic values. The bigcleanup began in earnest in Iraq and Egypt and will spread to the rest fulfilling the Iranian leadership's promise. We should all rejoice,

Default-user-icon Bubba (ضيف) 09:33 ,2011 تشرين الأول 26

bigdig is thankfully correct, we are witnessing the birth of the Islamic middle east the glorious Iranian leaders promised back in January. First Tunisia then Libya then Egypt then Syria and Iraq. It will be pure and holy and clean of any infidels or non Islamic values. The bigcleanup began in earnest in Iraq and Egypt and will spread to the rest fulfilling the Iranian leadership's promise. We should all rejoice,

Default-user-icon sigma (ضيف) 11:14 ,2011 تشرين الأول 26

Sorry but i disagree to having polling stations abroad for expats to vote.

Yes i heard the case made by those who want it to happen, but the fact is there are tens of millions of Lebanese abroad, much more than here and therefore allowing them to vote would make the residents opinion marginal.

As a Lebanese living in Lebanon, I refuse to see my fate decided by people who do not live here, barely come a few weeks per year to party (if they come at all) and have a distorted, distant vision of our realities here. They would vote based on what they see on the TVs wherever they live, meaning it would give France 2, CNN, BBC or whatever the power to influence greatly the results of elections and the destiny of Lebanon

Default-user-icon Mohammad_ca (ضيف) 12:00 ,2011 تشرين الأول 26

bigdig stop trying to take credit...you and your masters had nothing to do with these uprisings so stop trying to take credit for them.

Thumb thepatriot 13:34 ,2011 تشرين الأول 26

Well i hate to admit mowaten is right this time.
I believe in free will. If this is what Tunisia wants, let it be.
The islamists were the strong opposition to Ben Ali. The frustration votes went for them. The moderates were divided into tens of parties. Give it time...

Default-user-icon Bubba (ضيف) 14:48 ,2011 تشرين الأول 26

@mowaten you should address your comments to bigdig who "shoved Iran" in his post, I was agreeing with him and quoting what the Iranian leaders said about the "Arab spring" back in January. Can't you see the word Iran without having a head rush and getting your panties in a bunch, why is everything you write dictated by a paint by numbers chart supplied by al-akhbar can't you ever think for yourself.