الامم المتحدة تحث تركيا على فتح حدودها أمام عشرات آلاف النازحين السوريين

Read this story in English W460

حثت الامم المتحدة الثلاثاء تركيا على فتح حدودها امام عشرات آلاف السوريين الذين فروا من هجوم عنيف تشنه قوات النظام في محافظة حلب وتجمعوا عند المنطقة الحدودية حيث بلغت مخيمات النازحين قدرتها القصوى على الاستيعاب.

وقال المتحدث باسم المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين وليام سبيندلر في جنيف "نطالب تركيا بفتح حدودها امام جميع المدنيين السوريين الهاربين من الخطر والباحثين عن الحماية".

وتسببت موجة النزوح الاخيرة "بالضغط على اكثر من عشرة مخيمات موجودة في الخط الحدودي الممتد من شمال اعزاز (في ريف حلب الشمالي) وحتى تركيا"، بحسب ما قال أحمد المحمد وهو مسؤول ميداني في منظمة "اطباء بلا حدود" يدخل يوميا من تركيا الى محافظة حلب لوكالة فرانس برس عبر الهاتف الثلاثاء.

واعلن مكتب الامم المتحدة للشؤون الانسانية ليل الاثنين ان ثمانية مخيمات عشوائية في الجانب السوري من الحدود مع تركيا بلغت طاقتها "الاستيعابية القصوى"، لافتا الى نزوح نحو 31 الف شخص من مدينة حلب ومحيطها في الايام الاخيرة.

ويضطر العديد من النازحين "للنوم في الشوارع والعراء بدون بطانيات او اغطية" وفق المحمد، الذي يتولى مهمة "مدير الصيدلية والتبرعات" في منظمة اطباء بلا حدود.

واوضح أن منظمات الاغاثة كانت توزع خيما مخصصة لسبعة اشخاص لكن اكثر من عشرين شخصا يضطرون للمبيت فيها في وقت لم تعد منازل سكان القرى الحدودية قادرة على استيعاب عدد اضافي من النازحين.

واعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في بيان الثلاثاء عن بدء "توزيع المواد الغذائية العاجلة للنازحين (...) في قوافل عبر الحدود من تركيا إلى بلدة اعزاز". 

وقال جاكوب كيرن، مدير البرنامج في سوريا "نحن قلقون للغاية نظراً لأن امكانية الوصول وطرق الإمدادات من الشمال إلى شرقي مدينة حلب والمناطق المحيطة بها أصبحت مقطوعة الآن، لكننا نبذل كل جهد ممكن لتوصيل ما يكفي من الغذاء لجميع المحتاجين".

وقال مراسل لوكالة فرانس برس في المكان الثلاثاء ان "شاحنات مساعدات اجتازت الحدود" الى سوريا. ونقل عن مسؤول تركي ان "اربعة جرحى عبروا الاثنين الى تركيا" لتلقي العلاج.

-عالقون قرب الحدود-وبعد اسبوع على بدء هجوم واسع في ريف حلب الشمالي بدعم من الغارات الجوية الروسية، تمكنت قوات النظام من استعادة السيطرة على بلدات عدة في المنطقة وقطع طريق امداد رئيسي للفصائل يربط مدينة حلب بالريف الشمالي نحو تركيا. وباتت للمرة الاولى منذ العام 2012 على بعد نحو عشرين كيلومترا من الحدود التركية.

وتمكنت قوات النظام بفضل هجومها من التقدم باتجاه مدينة تل رفعت، وهي واحدة من المعاقل الثلاثة المتبقية للفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي، الى جانب مدينتي مارع واعزاز. 

واستهدفت الطائرات الحربية الروسية مناطق في ريف حلب الشمالي، بينها تل رفعت، بـ21 غارة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتعمل منظمات الاغاثة في المنطقة الحدودية مع تركيا على تلبية الاحتياجات الاساسية للنازحين الذين اضطروا الى ترك منازلهم جراء العمليات العسكرية والقصف الجوي الكثيف من دون ان يتمكنوا من حمل شيء معهم.

وقال المحمد "معظم العائلات غادرت بما عليها فقط" مشيرا الى تسجيل "حالات اسهال" بين النازحين بسبب البرد والاكتظاظ.

ولا تزال الحدود التركية مغلقة امام النازحين فيما تسمح انقرة بدخول الشاحنات التي تنقل المساعدات الغذائية والطبية اليهم. 

وابدت تركيا التي تستضيف نحو 2,5 مليون سوري مساء الاثنين خشيتها من وقوع "الاسوأ". وقال نائب رئيس الحكومة التركية نعمان قورتولموش في ختام اجتماع للحكومة ان "السيناريو الاسوأ الذي يمكن ان يحدث في هذه المنطقة على المدى القصير قد يكون عبارة عن تدفق جديد لـ600 الف لاجىء الى الحدود التركية".

وتابع المسؤول التركي قائلا "هدفنا في الوقت الحاضر هو ابقاء هذه الموجة من المهاجرين وراء حدود تركيا اطول فترة ممكنة، وتقديم الخدمات اللازمة لهم حيث هم".

وبدوره قال الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ الثلاثاء ان الحلف سيدرس "بكثير من الجدية" طلب المساعدة الذي قدمته تركيا والمانيا لمواجهة ازمة الهجرة عبر المتوسط.

-قتلى في دمشق-وفي دمشق، اسفر تفجير سيارة مفخخة الثلاثاء استهدف ناديا لضباط الشرطة في مساكن برزة في شمال شرق العاصمة وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية عن مقتل تسعة اشخاص واصابة عشرين آخرين على الاقل، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان "انتحاريا كان يرتدي زي الشرطة اقدم على تفجير نفسه داخل السيارة".

واوردت وكالة الانباء السورية الرسمية ان التفجير تسبب "بارتقاء ثلاثة شهداء وجرح 14 مواطناً".

وتستهدف تفجيرات مماثلة العاصمة السورية بين الحين والآخر، كان آخرها في 31 كانون الثاني حين قتل 70 شخصا على الاقل في تفجيرات متزامنة، نفذ انتحاريان اثنين منها، في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق وتبناها تنظيم الدولة الاسلامية.

وتشهد سوريا نزاعا داميا بدأ بحركة احتجاج سلمية في العام 2011 ثم ما لبث ان تحول الى حرب متعددة الاطراف تسببت بمقتل اكثر من 260 الف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

وافادت منظمتان غير حكوميتين تعملان على رصد المناطق المحاصرة الثلاثاء ان اكثر من مليون سوري يعيشون تحت الحصار في مناطق عدة في سوريا، و"معرضون لمخاطر الوفاة بصورة متزايدة" بسبب نقص المواد الغذائية والكهرباء ومياه الشرب.

التعليقات 0