أردوغان يفتتح أول نفق للسيارات تحت مضيق البوسفور

Read this story in English W460

افتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء  أول نفق للسيارات يربط بين ضفتي مضيق البوسفور، في أحدث مشاريعه في إطار عملية تطوير البنية التحتية التركية.

وجرى حفل الافتتاح بحضور النخبة الحاكمة كما كان مخططا له، رغم عملية الاغتيال الصادمة للسفير الروسي في أنقرة على يد شرطي تركي الاثنين.

وفي تشرين الأو 2013 افتتح أردوغان نفقا لسكة الحديد تحت بحر مرمرة سمي "ورشة القرن"، عبارة عن نفق بطول 14 كلم. وكان المشروع ضخم يطلقه الرئيس التركي الذي كان في السابق رئيسا لبلدية اسطنبول.

لكن نفق "أوراسيا" الذي دشن الثلاثاء هو النفق الأول للسيارات تحت مضيق البوسفور، ويهدف إلى تخفيف الازدحام في اسطنبول.

وبعد قص شريط الافتتاح، انضم أردوغان إلى موكب ضخم من السيارات للقيام بأول رحلة عبر النفق بين القارتين.

-"لن تقسموا هذه الأمة"-وتم افتتاح النفق غداة اغتيال السفير الروسي اندريه كارلوف في أحدث حلقة من سلسلة أعمال العنف التي تشهدها تركيا.

لكن أردوغان تعهد بأن طموحاته لن تخرج عن مسارها بسبب الانقلاب الفاشل في 15 تموز/يوليو والهجمات التي تعرضت لها تركيا في العام 2016.

وقال الرئيس التركي أمام آلالاف في حفل الافتتاح "أرهبونا كما تريدون، واجلبوا أكبر عدد ممكن من الأشرار، ولكنكم لن تكونوا قادرين على تقسيم هذه الأمة".

وتطلب بناء النفق استثمارا بقيمة 1,2 مليار دولار (1,15 مليار يورو)، يشمل قروضا بـ960 مليون دولار، وسيساهم في تقليص مدة قطع المسافة بين القارتين من أكثر من ساعتين الى 15 دقيقة فقط.

وأشرف على بناء الجسر كونسورتيوم مكون من شركة "يابي مركزي" التركية الخاصة للبناء، ومجموعة "أس كي" الكورية الجنوبية.

ويشتمل المشروع على نفق بطول 5,4 كليومترات، 3,4 كيلومترات منها مبنية تحت مضيق البوسفور.

وبما أن اسطنبول تقع في منطقة زلازل ناشطة، فقد صمم النفق لتحمل زلزال قوته 7,5 درجات.

وقال "نحن فخورون بأن لدينا بلدا ومدينة تربط بين قارتين".

وأوضح أردوغان أن تكلفة عبور النفق هي 15 ليرة تركية (4,25 دولار) حتى نهاية العام، وستعود الإيرادات إلى عائلات ضحايا الانقلاب الفاشل.

-"لن نتوقف عند هذا الحد"-وقال وزير النقل التركي أحمد أرسلان لوكالة فرانس برس قبيل الافتتاح إنه كان "تحديا كبيرا" بناء نفق على عمق 106 أمتار تحت سطح البحر.

وكشف أن السلطات تخطط الآن لبناء نفق ثالث تحت مضيق البوسفور بثلاثة طوابق، يمكن استخدامه لعبور سيارات وقطارات.

وأضاف "أعتقد أن نفق أوراسيا سيسهل بشكل كبير حياة سكان اسطنبول. لكننا لن نتوقف عند هذا الحد".

وكان أردوغان تعهد ببناء "تركيا جديدة" ذات بنى تحتية عصرية للغاية بحلول العام 2023، أي في ذكرى مرور مئة عام على تأسيس الدولة الحديثة على يد مصطفى كمال أتاتورك.

ويأمل في ان يكون الجسر واحدا من العديد من مشاريعه التي يصفها بـ"المجنونة"، منها مطار ثالث عملاق في اسطنبول، وأول جسر عبر مضيق الدردنيل، كما وقناة مماثلة لقناة السويس في اسطنبول.

وأعلن رئيس الوزراء بن علي يلدريم خلال حفل الافتتاح أن المطار الجديد سيفتتح في 26 شباط 2018.

وبعد شهر واحد من محاولة الانقلاب، افتتح أردوغان الجسر الثالث عبر مضيق البوسفور والذي أطلق عليه اسم السلطان سليم الذي عاش في القرن السادس عشر وسيطر على اجزاء شاسعة من منطقة الشرق الاوسط اثناء حكمه الذي امتد ثماني سنوات ولا يزال يحتفظ بمكانة عالية عند الاتراك.  

وتضمنت اقتراحات تسمية الجسر الجديد اسم أتاتورك والسلطان العثماني عبد الحميد الثاني. لكن السلطات استقرت على اسم "أوراسيا" بعيدا عن النواحي السياسية.

التعليقات 0