انتخابات نيابية الاحد في أرمينيا ومستقبل سركيسيان على المحك

Read this story in English W460

يتوجه الأرمن الى مراكز الاقتراع الاحد للمشاركة في اول انتخابات نيابية تجرى منذ إقرار اصلاح دستوري مثير للخلاف من شأنه ان يحول هذا البلد الصغير في القوقاز الى جمهورية برلمانية. 

وتشكل هذه الانتخابات اختبارا مهما للديموقراطية في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة التي يبلغ عدد سكانها 2،9 مليون نسمة، ولم تشهد ابدا اي انتقال للسلطة الى المعارضة عبر عملية انتخابية.

ويعتبر الخبراء ان الانتخابات ستشهد منافسة حادة بين الحزب الحاكم وبين تحالف احزاب المعارضة الذي يتزعمه أحد أثرى رجال الاعمال غاغويك تساروكيان.

ولا تزال ماثلة في الأذهان ذكرى اعمال العنف التي تلت الانتخابات قبل ثماني سنوات، وقد وعدت الحكومة بأن تجري هذه المرة انتخابات نموذجية لانتخاب "برلمان يثق به المجتمع".

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، اكد الرئيس سرج سركيسيان الذي ادى انتخابه في 2008 الى مواجهات بين الشرطة وبين انصار المعارضة اسفرت عن 10 قتلى، انه قام "بجهود كبيرة حتى لا تشوب التصويت الاساسي (الاحد) اي شائبة".

لكن المعارضة تؤكد ان الحكومة تعد لعمليات تزوير كثيفة، وتنتقد الاصلاح الدستوري في 2015 الذي تعتبر انه أجري من اجل بقاء حزب سركيسيان في السلطة.

وينص هذا الاصلاح الذي دعا اليه الرئيس وأقر بعد استفتاء مثير للجدل، على تقليص سلطات السلطة التنفيذية وزيادة سلطات البرلمان بعد انتهاء الولاية الثانية والاخيرة لسرج سركيسيان، اواخر 2018.

- "فرص عمل، رواتب، معاشات التقاعد" -لكن المعارضة تؤكد ان هذا الاصلاح الدستوري سيتيح لسيرج سركيسيان (62 عاما) الاحتفاظ بنفوذه على البلاد لدى تبدل الادوار العام المقبل وتسلم قيادة حزبه السياسي.

وقال أرام مانوكيان النائب في "حزب المؤتمر الوطني الارمني" المعارض ان "التعديلات ستديم الى ما لا نهاية حكم سركيسيان وحزبه الجمهوري" الذي يتولى السلطة منذ عقدين.

ورد الرئيس عنه تهمة السعي الى البقاء في السلطة، معتبرا الاصلاح الذي قام به "مرحلة في عملية بسط الديموقراطية في ارمينيا" التي ستزيد من قوة المعارضة.

إلا ان سركيسيان أقر في تصريح لوكالة فرانس برس بأنه يأمل في ان يبقى "نشيطا وفعالا" بعد انتهاء ولايته، ملمحا الى انه ينوي الاستمرار في التأثير على سياسة البلاد.

واكد "عندما تكون رئيسا لحزب سياسي كبير، يزداد حجم المسؤوليات والواجبات". وردا على سؤال عن مستقبله بعد 2018، اجاب "بصفتي رئيسا للحزب الجمهوري، اتحمل مسؤولية زملائي".

وتوقع الخبير في علم الاجتماع كيفورك بوغوصيان "حصول الحزب الجمهوري وتحالف سركيسيان على اكثرية المقاعد في البرلمان الجديد، اي اكثر من 80%".

وقام معظم الاحزاب المتنافسة بحملة تمحورت حول مواضيع شعبوية، مثل "فرص العمل والرواتب ومعاشات المتقاعدين" في بلد يعيش فيه حوالى 30% من سكانه تحت عتبة الفقر.

وبانتقاده عجز الحكومة عن التصدي للفقر والفساد المزمن، أجرى كيفورك تساروكيان حملته على وعود بخفض اسعار الغاز والكهرباء، وبزيادة رواتب الموظفين ومعاشات المتقاعدين.

ويتنافس بالاجمال خمسة احزاب واربعة تحالفات، لملء مقاعد البرلمان التي تبلغ 101 في انتخابات نسبية. ويتعين على الحزب ان يحصل على 5% من الاصوات حتى يتمثل في البرلمان، فيما يتعين على التحالف جمع 7% على الاقل.

وسيتولى مراقبون دوليون من منظمة الامن والتعاون في اوروبا الاشراف على مكاتب التصويت التي تفتح ابوابها في الساعة 4،00 ت غ وتغلقها في الساعة 16،00 ت غ.

التعليقات 0