ترامب يواجه تداعيات الهزيمة في انتخابات ولاية الاباما

Read this story in English W460

تلقى الرئيس الاميركي دونالد ترامب صفعة قوية بانتزاع الديموقراطيين منصب السناتور في ولاية الاباما المحافظة في الجنوب الاميركي، وبات عليه ان يواجه وضعا سياسيا جديدا بعد ان زرعت هذه الهزيمة شكوكا حول حقيقة الشعبية التي يحظى بها.

وفاز دوغ جونز في انتخابات فرعية على مقعد سناتور في مجلس الشيوخ عن ولاية الاباما -- اول فوز من هذا النوع للديموقراطيين في هذه الولاية منذ ربع قرن -- ليتراجع عدد مقاعد الغالبية الجمهورية الى 51 سناتورا، مقابل 49 للديموقراطيين، ما يضيق هامش المناورة امام ترامب لتمرير تشريعات في الكونغرس.

ووجهت اصابع الاتهام بالمسؤولية عن الهزيمة الى روي مور، المرشح الجمهوري الذي لم يتمكن من تجاوز الاتهامات بالتحرش الجنسي بمراهقات وتجاهل دعوات الحزب للانسحاب.

وادراكا منه بالعاصفة المقتربة سعى ترامب الى النأي بنفسه عن اي لوم.

وكتب ترامب على تويتر "روي عمل جاهدا لكن الظروف لم تكن مهيئة أمامه"، مذكرا الاميركيين بأن مور لم يكن خياره الاول في السباق. وكان ترامب قد أيد مرشحا آخر في الانتخابات التمهيدية للحزب.

وتجاهل ترامب نصيحة قادة الحزب عندما رمى بثقله خلف مور البالغ من العمر 70 عاما.

ومثل ترامب سعى مور للفوز في الانتخابات بأصوات الانجيليين والبيض، مراهنا ان قاعدة التأييد ستكون كافية للفوز.

ومور، الذي عاونه في حملته مستشار ترامب الاستراتيجي السابق ستيف بانون، استعار كثيرا شعارات حملة ترامب الرئاسية، وادلى بالكثير من التصريحات العنصرية، كما اكثر من الهجمات على الصحافة وسواها من "النخبة".

ورأى الجمهوريون التقليديون في هذا الاقتراع نقطة تحول. فقد قال احد اعضاء الحزب الجمهوري ان هزيمة مور "تبعث على الارتياح"، ليتلاقى مع الكثيرين من عتاة الحزب الجمهوري الذين كانوا يخشون ان يتحول مور الى واجهة للحزب في حال فوزه.

وصوب عضو الكونغرس بيتر كينغ هجومه على بانون مباشرة.

وقال هذا السناتور الجمهوري لشبكة سي.ان.ان الاخبارية "إنه ليس الشخص الذي نحتاج له في السياسة الاميركية" واضاف "إنه يبدو كثمل يهيم على المسرح الوطني".

- ماذا تعني الاباما ل2018 -لكن البعض في الدائرة الداخلية لترامب يتساءلون ما اذا كانت الاباما قد كشفت حدود مقاربته. فإذا كانت هذه المقاربة لم تنجح في الاباما الولاية الجمهورية في صميمها، اين يمكن ان تنجح؟.

وهو سؤال يتعين على البيت الابيض ان يجد له جوابا سريعا. فمن المقرر ان تجري العام المقبل انتخابات منتصف الولاية التي تقدم للديموقراطيين فرصة لاستعادة السيطرة على مجلسي الكونغرس.

ومنذ أشهر أعرب الجمهوريون عن القلق من خسارة الحزب السيطرة على مجلس النواب.

وقال كايل كونديك وجيفري سكيلي من جامعة فرجينيا "ان ذلك يمهد الطريق امام سيطرة ديموقراطية على مجلس الشيوخ العام المقبل".

والسيطرة على مجلسي الكونغرس مهمة لترامب لتمرير تشريعاته، ومنع خطوات نحو اطلاق اجراءات لعزله.

ومع نسبة تأييد تبلغ 35 بالمئة فإن ترامب قد واجه جدلا تلو الآخر خلال 11 شهرا من ولايته.

وصحيفة يو.اس.ايه توداي المعروف عنها عادة الحذر في التعبير، دعت ترامب الاربعاء الى الاستقالة بعد ان قال ان سناتورة كانت مستعدة للقيام "بأي شيء" من أجل تمويل حملتها.

وكتبت الصحيفة في مقالة لاذعة "لقد استخدم الرئيس كل العبارات ولم يحجم سوى عن أن يصف سناتورة بأنها عاهرة، انه ليس أهلاً لتنظيف مراحيض مكتبة باراك أوباما الرئاسية أو تلميع حذاء جورج دبليو بوش".

- يمكن ان نكون موحدين -وبعد فرز كامل البطاقات الانتخابية في الاباما، حصل المدعي العام السابق جونز على 49,9% من الاصوات مقابل 48,4% لمور، أي بفارق نحو 21 الف صوت من اصل 1,3 ملايين صوت بحسب ارقام نشرتها وسائل اعلام اميركية.

ولمع اسم جونز (63 عاما) المدعي الفدرالي السابق عندما نجح في ادانة اعضاء من حركة كو كلاكس كلان قاموا بتفجير كنيسة للسود في ستينات القرن الماضي، ما أدى الى مقتل اربع فتيات.

وصرح جونز امام مؤيدين خلال الاحتفال بالفوز في برمنغهام "لقد اظهرنا للبلاد الطريقة التي يمكن ان نكون فيها موحدين".

غير ان مور رفض الاقرار بالهزيمة، وقال أمام مؤيديه في مونتغومري "عندما تكون النتيجة متقاربة الى هذا الحد لا ينتهي الامر".

واشار مور الى انه يريد اعادة فرز الاصوات لكن القانون في الولاية يشترط لذلك ان يكون الهامش اقل من نصف بالمئة بينما الفارق الحالي 1,5%.

وامام المسؤولين في الولاية مهلة بين 26 كانون الاول والثالث من كانون الثاني المقبل لتأكيد الفوز، واذا لم تتم اعادة فرز للاصوات فإن جونز سيتولى منصبه في مجلس الشيوخ في مطلع الشهر المقبل.

- مرشح دنيء -واعتبرت اللجنة الوطنية الديموقراطية ان خسارة مور في هذه الولاية المحافظة يوجه رسالة "قوية وواضحة" الى ترامب والجمهوريين.

وقال توم بيريز رئيس اللجنة "لا يمكن ان تعتبروا انفسكم الحزب المدافع عن قيم الاسرة طالما تقبلون بمرشح دنيء مثل مور".

وهذه المرة الثانية في غضون أقل من شهرين التي يحقق فيها الحزب الديموقراطي فوزا كبيرا، بعد انتخاب احد اعضائه حاكما لولاية فرجينيا في تشرين الثاني.

التعليقات 0