مصر ترفض "أي تدخل في شؤونها الداخلية" بعد تصريحات كلينتون

Read this story in English W460

أعلن وزير الخارجية المصري محمد عمرو الاربعاء،أن بلاده "لا تقبل أي تدخل في شئونها الداخلية"، بعد الاتهامات التي وجهتها وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون للسلطات المصرية باساءة معاملة النساء.

وقال وزير الخارجية في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية أن "مصر لا تقبل اي تدخل في شؤونها الداخلي،ة وتقوم باجراء الاتصالات والتوضيحات التى تتعلق بأي تصريحات من أي مسؤول اجنبي تخص الشأن الداخلي المصرى".

وردا على سؤال بشأن تصريحات كلينتون حول أعمال العنف في وسط القاهرة التي أوقعت 14 قتيلا منذ الجمعة الماضي، قال عمرو إن "مصر تفعل ذلك مع أية دولة وليس مع الولايات المتحدة فقط، ومثل هذه الامور لا تؤخذ ببساطة من جانب وزارة الخارجية".

وردا على ذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند "نحن نعبر عن تاييدنا لحقوق الانسان في العالم اجمع. لا نعتبر هذا تدخلا" في شؤون اي بلد.

وقالت نولاند "غني عن القول اننا نعبر عن موقفنا دفاعا عن قيمنا ومصالحنا، كما فعلنا دائما، وسواء بالنسبة لمصر او تونس او اي مكان في العالم"، داعية قوات الامن المصرية الى التزام "اقصى درجات ضبط النفس".

وسعت نولاند الى التقليل من اهمية الجدال الذي اثارته تصريحات كلينتون، مشيرة الى ان الوزيرة اتصلت الثلاثاء برئيس الوزراء المصري كمال الجنزوري لتهنئته بتنصيبه ووصفت ذلك الاتصال بانه "بناء".

وكانت كلينتون دانت الاثنين معاملة السلطات المصرية للنساء ووصفتها بأنها "مروعة" و"وصمة عار" على جبين الدولة عقب صور أظهرت القوات المصرية تنزع ملابس احدى المتظاهرات.

وفي انتقادات قوية على نحو غير معتاد، اتهمت كلينتون السلطات المصرية باساءة معاملة النساء منذ الثورة التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك، واذلالهن في الشوارع.

وقالت أن "الاذلال المنهجي للنساء المصريات يشوه صورة الثورة، وهو وصمة عار على جبين الدولة وجنودها، ولا يشكل الطريقة المناسبة لمعاملة شعب عظيم".

واعترف الجيش بأن قواته ضربت ناشطة منقبة وجرتها على الطريق وكشفت عن صدرها وبطنها. وتناقلت وسائل الاعلام العالمية والمواقع الالكترونية الصورة ما أدى الى سخط في العالم باسره.

ومن الصور الاخرى التي تداولتها مواقع التواصل الاجتاعي وأثارت غضب المحتجين، صورة عناصر الشرطة العسكرية يقفون وهم يحملون الهراوات فوق رأس إمرأة مسنة كانت تبكي.

وقالت كلينتون ان "الاحداث الاخيرة في مصر كانت مروعة بشكل خاص. فالنساء يتعرضن للضرب والاذلال في نفس الشوارع التي خاطرن فيها بحياتهن من اجل الثورة قبل اشهر قليلة مضت".

ودانت ما وصفته ب"النمط المقلق للغاية" الذي تتبعه السلطات العسكرية، والاحزاب السياسية الرئيسية باستبعاد النساء عن عملية صنع القرار. وقالت "وفي الوقت ذاته استهدفت النساء بشكل خاص من قبل قوات الامن والمتطرفين".

وأشارت كلينتون أن "المتظاهرات تعرضن للاعتقال ولسوء معاملة مروعة والصحافيات تعرضن لاعتداءات جنسية، والان تتعرض النساء لهجمات، ولنزع ملابسهن وضربهم في الشوارع".

وردا على سؤال من احد الطلبة، قالت كلينتون ان المصريين وليس الاميركيين هم من يجب ان ينزعجوا من الطريقة التي تعامل بها النساء.

وقالت ان ضرب النساء في الشوارع "ليس مظهرا حضاريا، وهو عمل اجرامي، ويجب معالجته ومعاملته على هذا الاساس".

كما نددت فرنسا الثلاثاء للمرة الثانية خلال أربعة ايام ب"الاستخدام المفرط" للقوة ضد المتظاهرين في مصر، وقررت ارسال سفيرها المكلف حقوق الانسان فرنسوا زيميراي الى القاهرة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو: "ندين بشدة الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين في ميدان التحرير في مصر وخصوصا استخدامه بشكل متعمد ضد النساء".

وطلبت فرنسا اجراء "تحقيق" و"احالة المسؤولين الى العدالة".

التعليقات 0