البرازيل ترسل جيشها إلى حدود فنزويلا ومادورو يدعو المهاجرين إلى العودة

Read this story in English W460

أمر الرئيس البرازيلي ميشال تامر الثلاثاء بنشر القوات المسلحة "لضمان الأمن" على الحدود مع فنزويلا التي تشهد تدفقا للمهاجرين منذ أشهر، بينما دعا الرئيس نيكولاس مادورو المهاجرين إلى "الكف عن غسل المراحيض" والعودة إلى بلدهم.

من جهتها، أعلنت البيرو حالة الطوارىء الصحية على حدودها مع الاكوادور التي يعبرها هؤلاء اللاجئون في أزمة الهجرة التي تهز المنطقة بأكملها.

وأمر تامر في المرسوم "بإرسال القوات المسلّحة لحفظ القانون والنظام في ولاية رورايما" لمدة أسبوعين "من أجل ضمان أمن المواطنين البرازيليين وكذلك أيضا المهاجرين الفنزويليين الذين يفرون من بلدهم"، بدون أن يوضح عدد الجنود الذين سيتم إرسالهم الى الولاية الحدودية.

وكانت الحكومة البرازيلية أمرت قبل عشرة أيام بإرسال قوة من 120 عنصرا إلى الحدود مع فنزويلا بعد صدامات بين سكان ومهاجرين. ويومها دمّر العشرات من السكان مخيمات عشوائية كان اللاجئون أقاموها وأحرقوا أغراضهم. وأطلقت عيارات نارية وأغلقت المحلات التجارية بينما تبعثرت في الشوارع مختلف قطع الحطام.

- "توقفوا عن غسل المراحيض" -

هرب عشرات الآف الفنزويليين من بلدهم إلى الدول المجاورة بسبب الأزمة الاقتصادية والتضخم الهائل الذي تفيد تقديرات صندوق النقد الدولي أنه سيبلغ مليون في المئة في 2018.

لكن الحكومة الاشتراكية تؤكد أن هذا النزوح الكثيف ناجم عن "حملة لليمين" وأن المهاجرين سيعودون مع دخول خطة لإجراءات اقتصادية حيز التنفيذ الأسبوع الماضي وستخرج البلاد من الأزمة.

من جهة أخرى، وقع الرئيس الفنزويلي الثلاثاء سبعة اتفاقات مع شركات نفطية دولية بهدف زيادة إنتاج النفط الخام بمقدار مليون برميل يوميا.

وقال مادورو في مراسم توقيع الاتفاقات إن هدف الشركة الوطنية الحكومية للنفط "بتروليوس دي فنزويلا" من إبرام الاتفاقات هو "إنتاج مليون برميل مجددا باستثمارات عامة وخاصة ووطنية ودولية".

وتملك فنزويلا أكبر احتياطات نفطية في العالم ويؤمن لها قطاعها النفطي 96 بالمئة من عائداتها. لكن إنتاجها شهد تراجعا كبيرا. وقد بلغ في حزيران/يونيو 1,5 مليون برميل يوميا حسب منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) مقابل 3,2 ملايين برميل في 2008.

وعبر مادورو في مراسم توقيع الاتفاقات عن أسفه لأن "الفنزويليين رحلوا ليصبحوا عبيدا اقتصاديين لمجرد أنهم سمعوا أن عليهم مغادرة البلاد". وصرح "أقول للفنزويليين (...) الذين يريدون الإفلات من العبودية الاقتصادية: توقفوا عن غسل المراحيض في الخارج وعودوا لتعيشوا في بلدكم".

وعبر عن أسفه لوضع الفنزويليين الذين أغرتهم الهجرة إلى البيرو لكنهم يواجهون "عنصرية واحتقارا واضطهادا اقتصاديا وعبودية"، مذكرا بأن 89 فنزويليا تمكنوا من العودة إلى بلدهم بفضل طائرة أرسلتها الحكومة.

وقال "كانوا يرغبون بشدة في العودة إلى بلدهم لمعانقة أصدقائهم وجيرانهم ورفاقهم وأهلهم وإلى الدفىء البشري الذي نعرف أن ننقله كفنزويليين".

وتقول الأمم المتحدة إن 2,3 مليون فنزويلي -- من أصل عدد السكان البالغ 30,6 مليون نسمة -- يقيمون خارج بلدهم، بينهم 1,6 مليون هاجروا منذ 2015.

- حالة طوارىء صحية -

منذ بداية العام، دخل أكثر من 300 ألف فنزويلي البيرو التي تفيد تقديرات حكومتها أن عددهم ارتفع إلى نصف مليون قبل تشرين الثاني/نوفمبر.

وفي مواجهة تدفق هؤلاء المهاجرين، قررت ليما أن تشترط أن يحمل الواصلين جوازات سفر، لكنها تسمح مع ذلك بدخول النساء الحوامل والذين تجاوزت أعمارهم 70 عاما والأطفال الذين وصلوا للانضمام إلى عائلاتهم شرط أن يطلبوا اللجوء فور وصولهم.

وفي إجراء جديد لمواجهة هذا الوضع، أعلنت الحكومة الفنزويلية حالة الطوارىء الصحية في ثلاثة أقاليم في منطقة تومبيس على الحدود مع الاكوادور، كما ورد في مرسوم نشرته الجريدة الرسمية.

وقال المرسوم أن القرار الذي يشمل اقاليم أغواس فيرديس وزاروميلا وتومبيس في المنطقة، اتخذ بسبب "خطر وشيك من تأثير على الصحة (...) بسبب زيادة تدفق الهجرة الدولية القادمة من الشمال".

من جهة أخرى، أعلنت كولومبيا والبيرو أنهما ستتبادلان المعلومات حول مئات آلاف المهاجرين من فنزويلا، في مرحلة أولى من سياسة اقليمية مشتركة في هذه القضية. وأعلن البلدان عن هذا الاتفاق في ختام أول اجتماع لهما في بوغوتا بحضور مراقبين من البرازيل والولايات المتحدة الثلاثاء.

وقال مدير إدارة الهجرة الكولومبي كريستيان كروغر إن تبادل المعطيات يهدف إلى منع المهاجرين من الحصول على مساعدة في أكثر من دولة ما يحرم فنزويليين آخرين هذه الإمكانية. وكانت سلطات البلدين رصدت عددا من هؤلاء المهاجرين حصلوا على تصاريح اقامة موقتة في الدولتين.

- معاقبة فنزويلا -

في اطار الجهود الاقليمية التي تبذل لمواجهة هذه الأزمة، أعلنت الاكوادور التي لم تحضر الاجتماع في بوغوتا عن تقريب موعد اجتماع دعت إليه 13 بلدا، الى الثالث والرابع من أيلول/سبتمبر بعدما كان مقررا في 17 و18 من الشهر نفسه.

وأكدت كولومبيا والبرازيل وتشيلي حتى الآن مشاركتها في هذا الاجتماع الذب دعيت إليه الأرجنتين وبوليفيا وكوستاريكا والمكسيك وبنما وباراغواي والبيرو وجمهورية الدومينيكان والأوروغواي وفنزويلا.

وأخيرا، دعا الأمين العام لمنظمة لدول الأميركية لويس ألماغرو الثلاثاء في سانتو دومينغو دول أميركا اللاتينية إلى فرض عقوبات على الحكومة الفنزويلية التي وصفها ب"الديكتاتورية".

وقال إن "الأولوية بشأن فنزويلا هي أن تطبق الدول الأميركية اللاتينية عقوبات ومزيدا من العقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة".

من جهته، أكد الرئيس البرازيلي أن مشكلة الهجرة "خطيرة وتهدد انسجام القارة برمتها تقريبا (...) ولهذا السبب علينا أن نجد بسرعة طريقا لتغيير هذا الوضع"، داعيا الأسرة الدولية إلى اتخاذ "اجراءات دبلوماسية" في هذا الإطار.

وأضاف أن "البرازيل تحترم سيادة الدول لكن علينا أن نتذكر ان الدولة السيادية هي فقط الدولة التي تحترم شعبها وتعتني به".

التعليقات 0