الإيرلنديون والتشيكيون يصوتون في انتخابات البرلمان الأوروبي

Read this story in English W460

يدلي الناخبون في إيرلندا والجمهورية التشيكية الجمعة بأصواتهم في اليوم الثاني من اقتراع لاختيار أعضاء البرلمان الأوروبي يؤجج طموحات الشعبويين في القارة ويجري في أجواء من القلق المرتبط ببريكست في إيرلندا.

ويتوقع أن تحقق الحركات القومية والشعبوية تقدما كبيرا في الاقتراع الذي يفترض أن يشهد تراجع أهم مجموعتين في البرلمان الاوروبي، الحزب الشعبي الاوروبي (يمين مؤيد للوحدة الاوروبية) والحزب الاشتراكي الاوروبي.

لكن في هولندا، تقدم حزب العمل بقيادة فرانس تيمرمانس الذي يطمح إلى رئاسة المفوضية الأوروبية خلفا لجان كلود يونكر، حسب التقديرات، على الليبراليين والشعبويين الذين كان يتوقع أن يتصدروا النتائج.

ويفترض أن يشغل حزب العمل الذي حصل على 11,8 بالمئة من الأصوات خمسة من المقاعد ال26 المخصصة لهولندا، وحزب الحرية والديموقراطية الذي يقوده رئيس الوزراء مارك روتي والمؤيد لأوروبا أربعة مقاعد (15 بالمئة من الأصوات) وحزب منتدى الديموقراطية الشعبوي المشكك بقيادة تييري بوديه ثلاثة مقاعد بحصوله على 11 بالمئة من الأصوات.

لكن الأنظار في أوروبا بأسرها كانت موجهة إلى بريطانيا حيث أعلنت رئيسة الوزراء المحافظة تيريزا ماي التي استنزفها مسلسل بريكست الطويل، استقالتها من رئاسة حزب المحافظين في السابع من حزيران/يونيو.

وكانت المملكة المتحدة وهولندا دشنتا التصويت الخميس. والسبت، ستجري الانتخابات في لاتفيا ومالطا وسلوفاكيا. أما الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي فستجري انتخاباتها الأحد.

ودعي أكثر من 400 مليون ناخب في الدول ال28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى التصويت لاختيار 751 نائبا أوروبيا في هذه الانتخابات. وستعلن النتائج الرسمية مساء الأحد بعد إغلاق مراكز الاقتراع في كل القارة.

- سقوط ماي -

وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تقدم حزب مارين لوبن (يمين متشدد) على حزب الرئيس ايمانويل ماكرون "الجمهورية إلى الأمام" في فرنسا، في حين تتقدم لائحة حزب الرابطة بزعامة ماتيو سالفيني في ايطاليا بخطاب مناهض لفكرة الوحدة الاوروبية.

في المملكة المتحدة، يتصدر حزب بريكست الذي يقوده نايجل فاراج المؤيد لانفصال بلا تنازلات عن الاتحاد الأوروبي، استطلاعات الرأي مدفوعا بشعور الناخبين بالسأم وخيبة الأمل من التطورات المرتبطة ببريكست.

وكان يفترض أن تغادر بريطانيا الاتحاد في 29 آذار/مارس. لكن في غياب دعم من النواب الذين رفضوا ثلاث مرات اتفاق الخروج الذي أبرمته في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي مع المفوضية الأوروبية، اضطرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لإرجاء موعد هذا الانسحاب إلى 31 تشرين الأول/اكتوبر على أبعد حد.

وبما أنها لم تخرج من الاتحاد في الموعد المحدد، اضطرت بريطانيا لتنظيم انتخابات أوروبية وإن كان النواب البريطانيون قد لا يشغلون مقاعدهم في البرلمان الأوروبي لأكثر من أسابيع إذا تم تنفيذ بريكست.

واستخلصت ماي الدروس من فشلها في دفع البرلمان إلى إقرار اتفاقها مع الأوروبيين وأعلنت استقالتها بصوت مرتجف. ويفترض أن يختار حزبها رئيسا له بحلول نهاية تموز/يوليو.

ويثير هذا المسلسل الذي تتابعه كل الدول الأوروبية، اهتماما خاصا لدى الإيرلنديين إذ إن المملكة المتحدة هي أقرب شريك تجاري لهم وهم يخشون عودة حدود مادية مع إيرلندا الشمالية المقاطعة البريطانية، في حال حدث بريكست بلا اتفاق.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة السابعة (06,00 ت غ). وقامت معظم الأحزاب الكبرى بتعبئة لتعزيز مكان بلدها في مستقبل المشروع الأوروبي، بشكل يسمح بتخفيف انعكاسات بريكست على الاقتصاد الإيرلندي.

ويبلغ عدد النواب الأوروبيين الإيرلنديين 12 حاليا. لكن إيرلندا ستحصل على مقعدين إضافيين من تلك التي ستبقى شاغرة قريبا مع خروج البريطانيين. ولا يمكن أن تشغل إيرلندا هذين المقعدين قبل مغادرة المملكة المتحدة فعليا الاتحاد.

وسيصوت الإيرلنديون الجمعة أيضا في استفتاء على تحديث قوانين الطلاق في بلدهم التي تشهد انفتاحا في السنوات الأخيرة يضعف التقاليد الكاثوليكية الراسخة.

- الشعبويون الأوفر حظا في تشيكيا -

في الجمهورية التشيكية البلد الوحيد الذي سيجري فيه التصويت على مدى يومين، تفتح مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة 14,00 (12,00 ت غ) من الجمعة والسبت عند الساعة الثامنة (06,00 ت غ).

ويبدو حزب "تحرك المواطنين المستائين" (انو 2011) الذي يقوده رئيس الوزراء التشيكي الملياردير اندري بابيش الأوفر حظا على الرغم من التظاهرات المناهضة للحكومة في هذا البلد الذي انضم إلى الاتحاد الأوروبي في 2004.

وخرج عشرات الآلاف من التشيكيين إلى الشوارع للمطالبة باستقالته واستقالة وزيرة العدل الجديدة التي عينها مؤخرا التي يشتبه بأنها تعرقل الملاحقات ضده.

وبابيش (64 عاما) الذي اتهم بالاحتيال في قضايا مرتبطة بالمساعدات الأوروبية، يخضع لتحقيق يجريه الاتحاد الأوروبي أيضا حول احتمال حدوث تضارب مصالح بين نشاطاته السياسية وأعماله الخاصة.

لكن استطلاعا للرأي أجراه معهد ميديان أشار إلى أن حزب بابيش سيفوز في الانتخابات الأوروبية بأكثر من 25 بالمئة من الأصوات متقدما على الحزب الديموقراطي المدني اليميني والحزب القرصان اللذين سيحصل كل منهما على 14 بالمئة من الأصوات. وشمل هذا الاستطلاع 2100 شخص.

وقال المحلل السياسي في جامعة تشارلز في براغ يوزف ملينيك لوكالة فرانس برس إن "أندري بابيش بحاجة إلى فوز جديد لأسباب نفسية"، مشيرا بذلك إلى أن نجاحا جديدا سيسمح لرئيس الوزراء بالحد من الاحتجاجات.

وكما حدث في الاقتراع الأوروبي السابق في 2014، يتوقع أن تكون نسبة المشاركة ضئيلة. ولم تتجاوز هذه النسبة في الانتخابات الأوروبية السابقة 18,2 بالمئة.

وهذا ما يمكن أن يضر بالحزب الاجتماعي الديموقراطي الذي يقوده النائب توميو أوكامورا المؤيد لخروج تشيكيا من الاتحاد الأوروبي. وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه سيحصل على عشرة بالمئة من الأصوات.

التعليقات 0