"ويكيليكس" عن الرئيس سليمان: أفضل وجود الياس المر في الداخلية لأنه خصم لـ"حزب الله"

Read this story in English W460

ذكرت صحيفة "الاخبار" في برقية نقلا عن موقع "ويكيليكس" تتناول الفترة السابقة لانتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، تعود لتاريخ 16 تشرين الأول 2007، وتشير الى لقاء بين الرئيس سليمان ونائب وزير الدفاع إريك إدلمان، بحضور عدد من الدبلوماسيين والسفير جيفري فيلتمان. يصف فيلتمان في البرقية "قائدَ الجيش بغير المتعاون، ورفضه عروضاً أميركية بشأن التعاون المشترك".

واعاد فيلتمان أداء سليمان إلى ما يجري تداوله بشأن الرفض الأميركي لوصوله إلى الرئاسة، في مقابل الدعم السوري له.

وبعد هذا اللقاء، صار فيلتمان يرى إيجابية إضافية من أي انتخابات رئاسية مقبلة، وهو تعيين قائد جديد للجيش.

واشارت البرقية الى انه "بعد يومين على اللقاء، دعا سليمان السفير الأميركي إلى مأدبة عشاء تحولت إلى لقاء دام أكثر من ثلاث ساعات في نادي الضباط باليرزة". واضافت البرقية ان فيلتمان فسّر الدعوة بأنها "محاولة من سليمان لتصحيح الانطباع السيّئ الذي خلفه أداؤه خلال لقائه بـ"أدلمان".

واكّدت الوثيقة ان "سليمان أبدى امتعاضه من التهمة الموجهة إليه بأنه عميل سوري"، معبّراً عن خشيته مما تحضره دمشق للبنان.

ورأى سليمان، ودائماً بحسب الوثيقة، أن "الدعم الأميركي للجيش يواجه صعوبات سياسية"، معبّراً في الوقت عينه عن رأيه بأن "الهجوم على الدعم الأميركي للجيش هو هجوم على الجيش نفسه". واشارت الوثيقة الى ان "لازمة سليمان خلال اللقاء كانت: أنا أحب الجيش، نافياً وجود أي طموحات رئاسية له، إلا أنه في الوقت عينه أفاض بكيل المديح لنفسه. فهو "صريح وصاحب خبرة وأحب لبنان".

كما "تحدّث سليمان بإعجاب عن وزير الدفاع الياس المر، وعن رئيس تيار المستقبل سعد الحريري. فالسنّة اكتشفوا الجيش اللبناني بفضل دعم سعد".

واضافت الوثيقة ان سليمان "أراد ترك انطباع قوي في ذهن السفير بأنه بعيد عن سوريا، واضعاً علاقته بها في إطار غياب أي خيار آخر، "حذّر من أنه خطرٌ على لبنان أن ترى سوريا جيشه معادياً لها".

وعبّر الرئيس سليمان عن مخاوفه من "إقدام قوى 14 آذار على انتخاب رئيس للجمهورية بالنصف زائداً واحداً من أعضاء مجلس النواب، لأن ذلك سيشرع البلاد أمام التدخل السوري".

واكّدت الوثيقة ان "الخوف من سوريا وصل به إلى حدّ القول إن التبريرات التي قدّمها الرئيس السوري بشار الأسد للحرب التي تشنّها تركيا على حزب العمال الكردستاني تقلقه لناحية الخشية من استخدام سوريا للتبريرات ذاتها إذا أرادت التدخل في لبنان".

وتحدث سليمان عن ضرورة "التعاون بين الجيش والحريري، لمنع منطقة عكار الشمالية من السقوط في أيدي الأصوليين الإسلاميين، الذين قد يُدارون من دمشق، ربما لتبرير التدخل السوري".

واشارت الوثيقة الى ان سليمان "تحدّث بكلام سلبي جداً عن رئيس الجمهورية إميل لحود، الذي لم يكن قد بقي له في الحكم سوى أقل من شهر، متهماً إياه بتلقي الإهانات السورية".

وتوقّع سليمان أن "يستمرّ لحود في قصر بعبدا خلافاً للدستور بعد انتهاء ولايته، إذا لم يُنتخب رئيس للجمهورية".

وأكد سليمان أنه يسعى جاهداً "للحفاظ على وحدة الجيش، وهذه ليست مهمة سهلة"، موضحاً انه "إذا انتقل الصراع إلى اشتباكات بين طرفي النزاع اللبناني، فإنه سيطلب من الجيش البقاء في الثكنات، وعدم التدخل في صراعات الشوارع، والاكتفاء بحماية المرافق العامة".

ورأى فيلتمان في ختام اللقاء أن "سليمان نجح من خلال إظهاره حسّه الوطني اللبناني في إقناع الأميركيين بأنه ليس عميلاً سورياً".

واضافت الوثيقة عن فيلتمان قوله انه "أما إذا كان هدفه تقديم نفسه مرشحاً لرئاسة الجمهورية، فإنه لم ينجح في ذلك"، مذكراً "بالخلافات القائمة بين سليمان والسنيورة، فضلاً عن تردّد قائد الجيش، حينذاك، في الدخول في معركة نهر البارد، وهو التردّد الذي لم يحسمه سوى الضغط الذي مارسه عليه وزير الدفاع الياس المر وآخرون".

وبعد 12 يوماً اي بتاريخ 30 تشرين الأول 2007 تطوّرت مواقف سليمان، حسب برقية اخرى، و"زاره فيلتمان لإبلاغه بأن حكومة الولايات المتحدة الأميركية ستفرض عقوبات مالية بحق الأشخاص الذين يقبلون بأن يُعيَّنوا في حكومة ثانية يؤلفها رئيس الجمهورية إميل لحود".

وعلّق سليمان على الرسالة بالقول "إنها واضحة وجيدة"، مشيراً إلى "تطوّر أفكاره لناحية اقتناعه بضرورة عدم إبقاء الجيش عى الحياد إذا قرّر أحد فريقي النزاع في لبنان تغيير الوضع الراهن بالقوة".

وشرح فيلتمان، في الوثيقة، ان "التغيير الذي طرأ على تفكير سليمان ناتج من ثلاثة أمور: الأول هو تدخل وزير الدفاع الياس المر لديه، والثاني هو تهديد جنبلاط بأن الضباط والجنود الدروز لن يقفوا مكتوفي الأيدي إذا ما حصلت حوادث أمنية وبقي الجيش على الحياد. والثالث، فربطه فيلتمان بالطموحات السياسية المستقبلية لسليمان".

وفي اللقاء ذاته، اشار سليمان الى أن "حزب الله" يعلن تأييده له بهدف إحراق حظوظه الرئاسية. وارجعت الوثيقة لسليمان قوله، انه "لا يريد الحزب أن يصل إلى تفاهم بشأن سلاحه، ويريد بالتالي تمديد الوضع القائم، وعدم وصول شخصية وفاقية إلى موقع الرئاسة الأولى".

واضاق سليمان انه "عندما يتحدث "حزب الله" وحلفاء سوريا عن شخص ما بإيجابية، فإن الجميع سيقول عنه إنه تابع لسوريا".

ورأى فيلتمان في الوثيقة ان "سليمان يريد علاقة ندية مع دمشق، لكن ليس على قاعدة الاحتفاظ بسلاح "حزب الله" إلى أجل غير مسمّى".

ولفت قائد الجيش السابق إلى أن "الرئيس السوري بشار الأسد يحبه، بعكس اللواء رستم غزالي وضباط الاستخبارات العسكرية السورية".

وعندما سأله فيلتمان عما إذا كان ينصح أي رئيس مستقبلي للحكومة بإبقاء الوزير الياس المر في وزارة الدفاع، أجاب سليمان بأنه "يفضّل أن يكون المر وزيراً للداخلية، فوزارة الدفاع ليست مهمة، وخاصة إذا كانت العلاقة جيدة بين رئيسي الجمهورية والحكومة وقائد الجيش".

وذكر سليمان أن "وجود وزير سني في الداخلية الى جانب المدير العام السني للأمن الداخلي، يعطي انطباعاً بأن قوى الأمن الداخلي تتحول إلى ميليشيا سنية. كذلك فإن المدير العام للأمن العام، وفيق جزيني، يملك صلات قوية بـ"حزب الله". لكن وجود المر، كخصم لـ"حزب الله"، في الداخلية، سيقطع هذه الصلات".

وبعد 24 يوماً اي في 24 تشرين الثاني 2007 التقى فيلتمان وسليمان وكان ذلك في اليوم التالي لخروج الرئيس إميل لحود من قصر بعبدا، "وتحدث سليمان بصفته مرشحاً جدياً لرئاسة الجمهورية، رغم أنه أكد للسفير الأميركي أنه لا يريد الوصول إلى الرئاسة الأولى، لأنه يعرف وجع الرأس الذي تسبّبه".

وقال سليمان، حسب الوثيقة، "إنه يريد بعد وصوله إلى قصر بعبدا، تغيير لغة الرئاسة وسلوكها وخاصة لناحية وجوب تعاون الرئيس مع الحكومة ورئيسها".

ووجّه "انتقادات قاسية للرئيس إميل لحود، مستخدماً عبارات قال فيلتمان إنها لا ترد عادة في البرقيات".

واضافت الوثيقة ان فيلتمان سأل سليمان "عن كيفية تصرفه حيال سلاح "حزب الله"، فردّ مؤكداً أنه "لن يكذب عبر القول إنه سينزع 30 ألف صاروخ بالقوة"، لكنه سيحرص على تعيين قائد للجيش وضباط ملتزمين بالقرار 1701، ورئيس لاستخبارات الجيش يتمتع بالصدقية.

وكرّر سليمان تأكيده السابق أن "حزب الله" لا يدعمه للوصول إلى الرئاسة، مذكراً بخرقه للخط الأحمر الذي رسمه "حزب الله" حيال مخيّم نهر البارد قبل أشهر.

وأكد سليمان أنه ليس مرشح سوريا للرئاسة، بالرغم من حفاظه على قنوات للتواصل مع الرئيس بشار الأسد، فإن النظام السوري يقف ضده، محدّداً آصف شوكت ورستم غزالي.

التعليقات 0