ولادة مجلس عسكري أعلى لدى المعارضة السورية

Read this story in English W460

صرح مسؤول في الائتلاف الوطني السوري المعارض لوكالة فرانس برس اليوم السبت ان الائتلاف سيعلن قريبا ولادة "مجلس عسكري اعلى" تم تشكيله من غالبية المجموعات الميدانية المقاتلة ضد النظام السوري باستثناء "التنظيمات المتطرفة التي تشكل اقلية".

وقال الامين العام للائتلاف المعارض مصطفى الصباغ على هامش مشاركته في حوار المنامة حول الامن الاقليمي "تم تشكيل المجلس العسكري الاعلى وفقا لاتفاقية الدوحة" التي انشىء بموجبها الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، "وسيتم الاعلان عنه قبل (...) مؤتمر اصدقاء سوريا في مراكش" في 12 من الشهر الحالي.

واضاف ان "المجلس يضم قادة الكتائب التي تقاتل النظام وخصوصا الجيش الحر".

واجاب ردا على سؤال ان المجلس "لا يضم جبهة النصرة. فالتنظيمات المتطرفة اقلية"، مشيرا الى ان "للنظام يد في تشكيل هذه المجموعات، فقد اطلق مجرمين من السجون قبل اشهر".

وقال ان "تشكيل المجلس انجاز كبير يوحد العمل العسكري"، لافتا الى ان "الدعم المادي الذي نتلقاه سيمر الى المجلس حصريا (...) والهدف منع اي انفلات امني لحظة سقوط النظام".

واوضح مسؤول في القيادة الجديدة لوكالة فرانس برس ان هذه التشكيلة هي بمثابة "+قيادة اركان عامة+ تضم ممثلين عن كل القوى الفاعلة على الارض، وهم قادة الثوار من عسكريين ومدنيين، وهي ستتولى قيادة هذه القوى بقرار مركزي موحد".

وقال المسؤول الذي شارك في اجتماعات مطولة عقدت في انطاليا في تركيا لهذه الغاية خلال الايام الاخيرة "تم التوافق على ان يكون العميد سليم ادريس رئيسا لهذه القيادة الجديدة".

واشار المسؤول رافضا الكشف عن اسمه الى ان مئات الضباط وقادة الثوار شاركوا في الاجتماعات، بالاضافة الى ممثلين عن 12 دولة بينها قطر وتركيا والولايات المتحدة وفرنسا.

وقد استبعد من القيادة الجديدة قائد الجيش الحر العقيد رياض الاسعد ورئيس المجلس العسكري الاعلى العميد مصطفى الشيخ اللذين كانا حتى الآن على رأس قيادة الجيش الحر.

واكتفى المسؤول بالقول، ردا على سؤال حول سبب ذلك، ان القيادة "تضم المجموعات المقاتلة والموجودة فعلا على الارض".

ويأخذ العديد من المقاتلين السوريين المعارضين على بعض قادة الجيش الحر العسكريين اقامتهم خارج سوريا (في تركيا بشكل اساسي) وعدم مشاركتهم فعليا في العمليات العسكرية.

وتكررت خلال السنة الفائتة محاولات توحيد القوى المقاتلة على الارض ضد النظام في سوريا من دون التوصل الى نتيجة حاسمة. ففي مرحلة اولى، انشىء المجلس العسكري الاعلى بقيادة العقيد مصطفى الشيخ بالتنسيق مع قائد الجيش الحر العقيد رياض الاسعد.

ثم انشئت المجالس العسكرية لكل منطقة، ثم القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل بالتنسيق مع المجلس العسكري الاعلى.

بعد ذلك، نشأت مجالس عسكرية ثورية والصلات بين كل هذه التشكيلات غير واضحة.

وهناك عشرات الكتائب والالوية على الارض التي يؤكد ناشطون ان قرارها مستقل ولكل منها مصدر تمويل وتسليح خاص. ولا تتبع هذه التشكيلات قيادة واحدة.

وكانت مجموعة كتائب والوية اسلامية في منطقة حلب بينها جبهة النصرة ولواء التوحيد، وهما اكبر مجموعتين مقاتلتين في شمال سوريا، اعلنت في 19 تشرين الثاني رفضها الائتلاف الوطني السوري المعارض، مؤكدة توافقها على تأسيس دولة اسلامية.

الا ان لواء التوحيد شارك في اجتماع انطاليا. وذكرت صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية الصادرة اليوم السبت انه تم اختيار قائد اللواء عبد القادر الصالح (مدني) مساعدا لرئيس الاركان.

وبضغط عربي ودولي كثيف، توصلت المعارضة السورية في 12 تشرين الثاني/نوفمبر الى تشكيل ائتلاف يضم غالبية اطياف المعارضة اعلن انه سيعمل على توحيد القوى الثورية "ووضعها تحت مظلة مجلس عسكري اعلى"، وعلى تشكيل حكومة موقتة تكون بديلا لنظام الرئيس بشار الاسد.

التعليقات 0