نيكوس اناستاسيادس رئيس قبرص الجديد يريد استعادة مصداقية بلاده

Read this story in English W460

انتخب المرشح اليميني نيكوس اناستاسيادس الاحد رئيسا لقبرص باكثرية 57,5 في المئة من الاصوات، وستكون مهمته الاولى الصعبة الحصول على خطة انقاذ مالية اوروبية لا بد منها لجمهورية قبرص التي تواجه خطر الافلاس.

وتقدم المحامي اناستاسيادس، مرشح حزب التجمع الديموقراطي (يمين)، بفارق كبير على خصمه ستافروس مالاس، المرشح المستقل الذي دعمه الحزب الشيوعي القبرصي، وفق النتائج الرسمية التي اوردت ان نسبة المشاركة في الانتخابات تجاوزت 81 في المئة.

وقال الرئيس القبرصي المنتخب في حوصلة القاها بالانكليزية لخطاب الفوز، اثر اعلان النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية ان "اولى اولوياتي هي استعادة صدقية قبرص".

واضاف "اني اتعهد باتخاذ كافة الاجراءات الضرورية لاخراج البلاد من الازمة الاقتصادية (..) ان حكومة الوحدة الوطنية التي ساشكلها ستقوم بكافة الاصلاحات الهيكلية الضرورية" ووعد بالعودة الى مسار ايجاد فرص العمل والنمو.

وفي القسم الاول من خطابه الذي القاه باللغة اليونانية تعهد اناستاسيادس بالعمل على التوصل الى اتفاق سريع مع الاتحاد الاوروبي بهدف ابرام خطة انقاذ جمهورية قبرص.

وقال الرئيس المنتخب "نعتزم البحث والتعاون بطريقة موثوقة مع شركائنا الاوروبيين للتوصل في اقرب وقت الى اتفاق (حول خطة انقاذ) تحمي مجموعاتنا الضعيفة والتماسك الاجتماعي وعلاقات عمل سلمية".

وبعدما طلبت قبرص في حزيران مساعدة مالية من ترويكا الجهات الدائنة المؤلفة من الاتحاد الاوروبي والمصرف المركزي الاوروبي وصندوق النقد الدولي، فان وزراء مالية منطقة اليورو يتابعون هذه الانتخابات من كثب لمعرفة هوية الرئيس الجديد قبل ان يتخذوا قرارا في شان خطة المساعدة.

وعلق رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو ان "القبارصة اعطوا اناستاسيادس تفويضا قويا لتطبيق برنامجه الاصلاحي والقيام بما يلزم لضمان الاستقرار المالي وفي الموازنة".

واثناء الحملة الانتخابية، اكد اناستاسيادس استعداده لاتخاذ اجراءات جذرية للحصول على ثقة الجهات المانحة في الصناديق الدولية في حين ركز خصمه مالاس (45 عاما)، وزير الصحة السابق المستقل المدعوم من حزب اكيل الشيوعي بزعامة الرئيس المنتهية ولايته وسط شعبية متدنية جدا ديمتريس خريستوفياس، في حملته على تاكيد انه ضد اجراءات التقشف التي تطالب بها الجهات الدائنة.

وتحدث مالاس من المقر العام لحملته معترفا بهزيمته، وقال "اهنىء اناستاسيادس علنا. نحتاج الان الى الوحدة، لكننا سنوجه انتقادا شديدا الى كل ما يمكن ان ينحرف عن مصلحة الشعب او البلاد".

واحتفل انصار اناستاسيادس في نيقوسيا باطلاق العنان لابواق سياراتهم، فيما تجمع حشد منهم في العاصمة القبرصية امام مقر الحزب الذي يترأسه منذ 1997.

وتبدو المفوضية الاوروبية متشائمة في توقعاتها. فالاقتصاد القبرصي الذي انكمش بنسبة 2,3 بالمئة في 2012 سيواصل بحسب هذه التوقعات في 2013 مساره الانحداري ليتراجع بنسبة 3,5 بالمئة في حين ان موعد جمهورية قبرص مع النمو مؤجل الى 2016 على اقرب تقدير.

وقال كريستوفر بيساريدس حائز جائزة نوبل للاقتصاد "لدينا عمل كثير لانعاش الاقتصاد. كل شيء ممكن"، مبديا استعداده لمساعدة الحكومة الجديدة.

وقدرت الحكومة القبرصية ب17 مليار يورو قيمة المساعدة المالية الضرورية اي ما يعادل ناتجها الاجمالي. وستخصص المساعدة في المقام الاول لدعم رسملة البنوك التي تعرضت بشكل قاس للازمة اليونانية.

وازاء شدة الازمة الاقتصادية، فان مسالة اعادة توحيد جزيرة قبرص المقسمة تراجعت الى درجة ثانية من الاهتمام للمرة الاولى في الرهان الانتخابي.

لكن المجتمع الدولي يتوقع ايضا من الرئيس القبرصي للسنوات الخمس المقبلة، ان يستانف مفاوضات السلام المجمدة للتوصل الى حل لانقسام الجزيرة المتوسطية.

وكان اناستاسيادس دعم خطة الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان لاعادة توحيد الجزيرة التي عرضت على استفتاء في العام 2004 التي قبلها القبارصة الاتراك لكن رفضتها غالبية القبارصة اليونانيين.

وتعرض اناستاسيادس حينها الى انتقادات شديدة وهو الان يدعو الى توافق سياسي حول هذا الملف دون ان يقدم استراتيجية واضحة بشانه.

التعليقات 0