شهود يتحدثون عن دفن ضحايا "الهجوم الكيميائي" ليلا

Read this story in English W460

قال احد النشطاء الخميس ان عشرات المدنيين الذين قتلوا في الهجوم الذي يعتقد انه تم باسلحة كيميائية في ريف دمشق دفنوا اثناء الليل لتجنب لفت انظار القوات السورية النظامية.

وذكر الناشط الذي قال ان اسمه ابو احمد ان الجثث كانت "زرقاء شاحبة. وقضى اصحابها اختناقا".

وصرح ابو احمد لوكالة فرانس برس في مقابلة عبر الانترنت من بلدة معضمية الشام جنوب غرب دمشق "لقد دفنا الضحايا في منتصف الليل، لان المنطقة التي نستخدمها كمقبرة تقع في مرمى نظر القوات السورية التي قصفتها مرات عدة".

وقال ان عمليات الدفن الهادئة والمتعجلة ليل الاربعاء الخميس زادت من معاناة اقارب الضحايا.

وحذر النشطاء في العديد من البلدات المحيطة بدمشق الاربعاء من انهم يشتبهون في ان القوات السورية النظامية الموالية للرئيس بشار الاسد ستستخدم اسلحة كيميائية.

وقال ابو احمد الذي كانت بلدته الاكثر تضررا بالهجوم وتكبدت اكبر عدد من الضحايا "لقد استخدم الجيش الصواريخ عند الساعة الخامسة صباحا (02,00 تغ الاربعاء)، وكانت مزودة برؤوس كيميائية لاستهداف معضمية الشام".

وتفت السلطات السورية بشدة استخدام اية اسلحة كيميائية وقالت ان القيام بذلك اثناء وجود فريق المفتشين الدوليين في البلاد هو بمثابة "انتحار سياسي".

وطبقا للمرصد السوري لحقوق الانسان فان نحو 170 شخصا قتلوا في تلك الهجمات. الا ان الائتلاف الوطني السوري المعارض يقدر عدد القتلى بنحو 1300 شخص.

وكانت هجمات الاربعاء من بين الاكثر دموية في النزاع المستمر منذ 29 شهرا.

وبعد ذلك بيوم طالب المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان بالسماح لفريق مفتشي الامم المتحدة المتواجد في سوريا الدخول الى المنطقة التي تعرضت للهجوم، فيما اعرب سكان معضمية الشام عن مخاوفهم من مزيد من التدمير.

وقال ابو احمد "الناس خائفون جدا من هجوم جديد. الجيش يحاول ان يدخل البلدة، والهجوم الكيميائي كان جزءا من ذلك الهجوم".

وقال ان الاشتباكات بين الجيش السوري النظامي ومسلحي المعارضة تشتد عند حدود البلدة، الا ان الجيش لم يتمكن سوى من تحقيق تقدم مؤقت.

وتحدث نشطاء في شرق دمشق عن محاولات مماثلة للجيش النظام لاقتحام معاقل المسلحين في نفس يوم "الهجوم الكيميائي".

وصرح ابو عادل لوكالة فرانس برس انه امضى يوم الاربعاء باكمله في عين ترما في ريف دمشق لمساعدة النشطاء على تصوير وتوثيق عمليات القتل.

وعقب الهجوم فجر الاربعاء "شعر الناس الذين كانوا في الشوارع بالغثيان وبدأوا في الانهيار". واضاف "ولكن في تلك الساعة كان معظم الناس نائمين في منازلهم مع عائلاتهم. وهذا هو السبب في ان معظم الضحايا هم من الاطفال".

وتابع "وبعد ساعات بدأت انا اشعر بتاثير المواد الكيميائية. فقد بدأت أشعر بحرقة في العينين وصعوبة في التنفس وصداع رهيب".

ونشر نشطاء على موقع يوتيوب عشرات تسجيلات الفيديو التي التقطها هواة وقالوا انها تظهر تبعات الهجوم، ومن بينها صور لعشرات الجثث العديد منها لاطفال ملقون على الارض.

وتظهر تسجيلات الفيديو التي لم يتسن التأكد منها من مصدر مستقبل، مواقع يقال انها تعرضت لهجوم باسلحة كيميائية وهي زملكا وعربين وسقبا وحرستا وعين ترما شرق العاصمة ومعظمية الشام في الجنوب الغربي.

وقال ابو عادل ان "29 صاروخا سقطت على الغوطة الشرقية خلال فترة 10 دقائق. ومعظم الصواريخ سقطت على عين ترما شرق العاصمة".

واضاف ان "جثث الاطفال فصلت عن جثث البالغين. كمان ان عائلات النساء طلبوا عدم تصوير جثثهن لان سكان تلك المنطقة محافظون جدا".

ونقلت جثث القتلى من منازلهم او من المستشفيات الميدانية الى منازل تستخدم كمشارح مؤقتة حيث قام النشطاء بتصويرهم.

وقال ابو احمد ان عشرات الاشخاص توجهوا للعمل في المستشفيات الميدانية لمحاولة معالجة الجرحى، مؤكدا الانباء بان المتطوعين لم تتوفر لديهم المعدات الضرورية لمعالجة المرضى الذين اصيبوا في "الهجوم الكيميائي".

وقال ابو عادل ان "العديد من الاطباء بدأت تظهر عليهم الان الاعراض. كما ان بعض الاشخاص الذين كانوا ينقلون الجرحى فارقوا الحياة الان".

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان انه لا يمكن التاكد من استخدام اسلحة كيميائية في الهجوم الا بعد اجراء تحقيق مستقل في المناطق التي وقع فيها الهجوم.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن انه بغض النظر عن نوع الاسلحة التي استخدمت "فانه من الواضح ان القصف كان عنيفا للغاية وعشوائيا ولم يفرق بين المدنيين والمقاتلين".

ودعا السلطات السورية الى السماح للمفتشين الدوليين للتحقيق في المواقع مضيفا ان "العالم يحتاج لمعرفة كيف مات الضحايا".

التعليقات 0