"المستقبل" تدعو من طرابلس الى "قيام حكومة قادرة": أبواب الفتنة شرعت يوم انخرط حزب الله في سوريا

رأت كتلة المستقبل النيابية أن "أبواب لبنان قد شرعت للفتنة يوم انخرط حزب الله في حربه الى جانب النظام في سوريا"، مجددة دعوتها للحزب "للانسحاب منها والعودة الى سلطة الدولة"، مشددة على ضرورة قيام حكومة عادلة تلتزم باعلان بعبدا".

وأكدت الكتلة في بيان تلاه النائب سمير الجسر بعد اجتماعها الاستثنائي اليوم في طرابلس، أن "التفجير لن يزعزع تماسك اللبنانيين في مواجهة مخطط مملوك - سماحة". وقال: "ها هم أصحاب مخططات الارهاب يسأانفون مسلسل اجرامهم".

وإذ رأت أن "جريمة التفجير في مدينة طرابلس أصابت كل لبنان وليس المدينة فقط"، ذكرت الكتلة ان المدنية "تصارع النظام السوري منذ عقود"، لافتة الى انها "لا تصغي الى دعوات التفرقة".

وعليه، أشادت الكتلة "بالوقفة الوطنية التي وقفها أهل المدينة الصامدة"، موضحة أن أهالي المدنية "أكدوا التزامهم بنهج الاعتدال وبالدولة ومؤسساتها ،وبرفضهم للامن الذاتي او الانجرار الى ردود افعال تقصدها النظام السوري".

كما اعتبرت الكتلة أن "ابواب لبنان شرعت للفتنة حين انخرط حزب الله في سوريا الى جانب النظام المجرم"، مؤكدة ان "هذا ما وضع لبنان في دائرة الاستهداف".

وفي هذا السياق، توجهت الكتلة الى حزب الله بالدعوة "للانسحاب الفوري من سوريا والعودة الى سلطة الدولة ومؤسساتها، خصوصا فيما يتعلق بشؤون الامن والسلاح".

ونوهت الكتلة "بتشديد رئيس الجمهورية ميشال سليمان على ثوابت اعلان بعبدا، وبمواقفه التي تعبر عن تحسسه الكبير بالمسؤولية من اجل حماية لبنان".

ودعت الكتلة الى "قيام حكومة قادرة تلتزم باعلان بعبدا ، أي تحييد لبنان عن المخاطر والصراعات الاقليمية"، مشددة على أن "هذه باتت مسألة لا تحتمل المماطلة".

هذا وطالبت الكتلة في بيانها "الاجهزة الامنية الرسمية بتكثيف التحقيق لكشف خيوط جريمة طرابلس"، داعية الحكومة أيضا الى التعويض للاهالي عن الاضرار التي نجمت اثر الانفجارين".

وحول سوريا، قالت الكتلة أن "الضمير العالمي بات على المحك واصبح في مواجهة مسألة اخلاقية كبيرة على المستوى الانساني".

وأردفت: "اما ان تنتصر الانسانية واما ان ينتصر منطق النظام السوري واعوانه".

وخلصت الكتلة الى القول "سنبقى مع طرابلس والضاحية ومعهما ومع حق المواطنين في العيش الكريم والامن المستقر".

بدوره، أعلن رئيس الكتلة فؤاد السنيورة من طرابلس أيضا أن "هذه المؤامرة الارهابية التي أردات ان تنال من صمود المدينة لدفعها الى التطرف وردود الفعل غير المحسوبة"، مشددا على ان اهالي المدينة "أفشلو هذا المخطط الارهابي وأظهروا ان مدينتهم هي مدينة الاعتدال، وانها لن تنجر نحو التشدد والفتنة والاقتتال".

وإذ لفت الى أن "ما حصل في الضاحية وطرابلس يقصد منه أن يوقع اللبنانيين في الفتنة والصدام"، أكد السنيورة "سنبقى صامدين في وجه التحديات وسنكون صفا واحدا لنستعيد لبنان البلد الذي يمثل صيغة فريدة ليس بالنسبة لاهله فقط بل بالنسبة للعالم العربي والعالم اجمع".

وأضاف: "رغم الاختلاف بموجهات النظر بين المكونات فيما خص الدولة ، الا ان الامن الذاتي رفض من قبل اهالي طرابلس وهذه هي الرسالة التي ارسلتها المدينة".

وأشار السنيورة الى ان "هناك يد أثيمة تريد جر لبنان الى المشكلة وان هناك ايضا من يرفض صيغة الدولة"، موضحا ان هناك أيضا من "تنكر لسياسة ارتضاها في الحكومة، ولما تم اقراره في اعلان بعبدا، فذهب وحيدا كي يحارب الشعب السوري في سوريا"، في إشارة الى انخراط حزب الله في القتال الى جانب النظام في سوريا.

وعليه، دعا السنورة حزب الله "للعدوة الى رشده "، قائلا: "ليعتنق حقيقة ان لا بديل عن الدولة"، معتبرا أن "ليس هناك من مبرر للامن الذاتي".

وتابع: "نعم هناك انقسام، ولكن فلنعالج هذا الحوار في هيئة الحوار. اما المشاكل الاخرى فيصار الى حلها ومعالجتها مع مجموعة من اللبنانيين الذين نرتاح اليهم و يتولون ارادة الشان العام"، موجها في الوقت عينه التحية الى سليمان "لدوره الوطني الذي دعا من خلاله الى الحوار والى الالتزام باعلان بعبدا".

وقال السنيورة: "دعوة سليمان الى الحوار هو موضوع بحث جدي لدينا ولدى كل الفرقاء ،ونحن نقوم بهذا العمل وسنكون على تواصل مع فخامة الرئيس".