قوات كييف تتقدم نحو دونيتسك وسلافيانسك تستعيد الهدوء

Read this story in English W460

تواصل القوات الاوكرانية تقدمها الاحد نحو دونيتسك، حيث جمع الانفصاليون انصارهم في ساحة لينين، فيما عادت الحياة في سلافيانسك، التي سقطت السبت، تدريجيا الى طبيعتها وشهدت توزيع حصص من الخبز.

وتشكل سيطرة القوات الاوكرانية السبت على سلافيانسك وكراماتورسك المعقلين للمتمردين، اول نجاح ميداني مهم لكييف. وهي تشجع السلطات على تفضيل الحل العسكري على الطرق الدبلوماسية التي تطالب بها موسكو ويدعمها الاوروبيون.

واعلن الرئيس بترو بوروشنكو بوضوح ان الهجوم العسكري سيستمر.

وقال في رسالة تمت تلاوتها على التلفزيون مساء السبت "ان الامر الذي اصدرته يبقى نافذا: لابد من تشديد الحصار على الارهابيين، ومواصلة العملية من اجل تحرير منطقتي دونيتسك ولوغانسك".

 ورفع العلم الوطني الاوكراني فوق مدينتي ارتيميفسك (77 الف نسمة) ودروجكيفكا (60 الف نسمة) اللتين تقعان على الطريق بين سلافيانسك ودونيتسك، بحسب السلطات.

في دونيتسك حيث اعتكف المتمردون الذين غادروا سلافيانسك استعد الانفصاليون للمقاومة.

وتظاهر اكثر من الفين من انصار "جمهورية دونيتسك الشعبية" في المدينة بعد الظهر للاعلان عن ارادة الدفاع عنها. وصرح"الحاكم الشعبي" السابق المعين ذاتيا بافلو غوباريف "سنطلق حرب شوارع على جميع اراضي دونيتسك"، في كلمة القاها من منصة محاطا بعشرة رجال يحملون الكلاشنيكوف.

واكد ان قرار القيادي المتمرد ايغور ستريلكوف ورجاله مغادرة سلافيانسك "صحيح، لا بل عبقري". واوضح "الان سيحاصر (الجيش الاوكراني) مدينتنا ويهاجمها وسكانها مليون".

واعلن ستريلكوف الذي تؤكد كييف انه ضابط في الاستخبارات العسكرية الروسية انه سينشئ الاثنين "مجلسا عسكريا مركزيا" لتنسيق عمليات الدفاع بشكل افضل.

وبدا الوضع هادئا في سلافيانسك الاحد واقتصر الدمار على عدد من المنازل قرب مبان للشرطة والاستخبارات بحسب صحافيين في فرانس برس.

وبدات شاحنات توزع الخبز في الاحياء. وسمعت في طوابير الانتظار تعليقات عن الاوضاع.

واعتبر متقاعد المتمردين "ارهابيين" ما زالوا "يحلمون بالاتحاد السوفياتي" فيما انتقد فلاديمير المتقدم في السن الجيش لاطلاقه النار على المدينة "بصواريخ غراد". وصرح العسكري السابق "لم اتصرف هكذا عندما سيطرنا على تشيكوسلوفاكيا عام 1968".

على الصعيد الدبلوماسي، يبدو ان اجتماع مجموعة الاتصال الذي كان يفترض مبدئيا ان ينعقد السبت، بات امرا منسيا في كييف.

وهذا اللقاء لممثلين عن كييف وموسكو ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا الذي تقرر الاربعاء الماضي في برلين، كان يفترض ان يعيد مسار التفاوض. لكن كييف نظرت اليه بتشكيك يكاد لا يكون مخفيا، حيث ربطت اي حل سياسي بقبول الانفصاليين وموسكو باستعادة اوكرانيا السيطرة على حدودها مع روسيا.

ورسميا اصطدم لقاء مجموعة الاتصال بخلافات حول مكان انعقاده. الا ان روسيا ثابرت على العمل من اجل انعقاده حتى بعد سقوط سلافيانسك.

وتحادث وزير خارجيتها سيرغي لافروف السبت هاتفيا مع نظيريه الالماني والفرنسي مشددا على مسامعهما على ضرورة عقد مثل هذا اللقاء خصوصا مع شن العملية العسكرية الاوكرانية، مشيرا الى سقوط العديد من الضحايا المدنيين وتدمير بنى تحتية. وحصل على دعم محادثيه بحسب بيان للدبلوماسية الروسية.

هذا ما اكده وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مقابلة مع لو جورنال دو ديمانش مكررا التاكيد على ضرورة افساح المجال امام اوكرانيا كي تستعيد السيطرة على حدودها.

وراى المحلل الاوكراني من معهد التعاون الاوروبي الاطلسي فولوديمير غورباتش ان السيطرة على سلافيانسك وكراماتورسك "تؤكد صوابية مواقف الاوكرانيين الذين طالبوا بالانتقال الى المرحلة الفعلية للعملية (العسكرية) مفضلين ذلك على هدنة ومحادثات بدون نهاية تجمد النزاع كما حصل في ترانسنستريا او ابخازيا"، المنطقتين الانفصاليتين المواليتين لروسيا.

وقال لوكالة فرانس برس انه "لتسريع عودة السلام في دونباس على حلفائنا الالمان والفرنسيين الضغط على روسيا وليس على اوكرانيا"، معتبرا ان الحل يجب التوصل اليه "بدون تدخل روسيا".

 

التعليقات 0