بري: لا غطاء لأحد في عرسال وللإسراع بتسليح الجيش اللبناني
Read this story in English
رأى رئيس مجلس النواب نبيه بري أن قضية عرسال لم تنتهِ بعد، ويجب التحوّط، لأنّها يمكن أن تتكرّر، داعيا لتسليح الجيش بأسرع وقت ممكن ومعتبراً أن عدم تزويد الجيش أسلحة متطورة قد يكون خشية من استخدامها ضد إسرائيل.
ونقل زوار بري للصحف المحلية، الجمعة، ارتياحه إلى قرار مجلس الوزراء بفتحِ باب التطوّع في الجيش والقوى الأمنية، "فهذا ما طالبنا به دائماً، ولكنّ المستغرَب حتى الآن أنّ لبنان لم يتلقّ من فرنسا حتى الساعة أيّ طلقة ناريّة في نطاق هبة الـ 3 مليارات دولار التي قدّمتها السعودية للجيش اللبناني، على الرغم من انقضاء أشهر على هذه الهبة".
وأضاف أن "الاجتماعات التي عُقدت في إطارها وحدّدت خلالها قيادة الجيش لوائحَ الأسلحة التي تحتاجها المؤسسة العسكرية، ولكنّ لبنان لم يتسلّم من فرنسا بعد أيّ شيء، فكيف بالحريّ في ظلّ هذه الأوضاع".
وقال بري: "ما أخشاه هو أن يكون هناك من يضعنا تحت السقف الإسرائيلي، بمعنى عدم تزويد الجيش أسلحة متطورة خشية استخدامها ضد إسرائيل، أو لأنّ هناك مقاومة في لبنان ضدّ إسرائيل"، معتبراً أنّ هبة المليار دولار التي قدّمها الملك عبدالله للجيش هي استدراك من المملكة بأنّ الهبة الأولى لم ينفّذ منها شيء بعد.
والخميس، قرر مجلس الوزراء زيادة عدد المتطوعين في السلك العسكري والأمني قرابة 12 ألف عنصر، على ضوء المعارك التي شهدتها عرسال بين الجيش وقوى الأمن من جهة وجهاديين من جهة أخرى، وذلك بعد هبة ثانية قدرها مليار دولار قدمتها السعودية لتسليح الجيش اللبناني.
وفي كانون الأول 2013، كانت السعودية قد قدمت هبة 3 مليارات دولار لتسليح الجيش اللبناني عن طريق فرنسا، لكن الجيش لم يحصل على معدات جديدة حتى الآن.
الى ذلك، لفت بري لزواره الى أنّ ما قبلَ عرسال ليس كما بعدها. واعتبر أنّ "عودة 1800 نازح سوري من عرسال إلى الاراض السورية مسألة مهمّة جداً، وهذا ما كنّا طالبنا به من عودة للنازحين السوريين الى المناطق الآمنة في سوريا".
ودعا رئيس المجلس إلى الاستمرار في ذلك بالتنسيق مع السلطات السورية، "خصوصاً أنّ أصوات البعض بُحَّت بالمطالبة بعلاقات ديبلوماسية بين سوريا ولبنان، فلنترجم ذلك الآن".
وقال: "إنّ قضية عرسال لم تنتهِ بعد، ويجب التحوّط، لأنّها يمكن أن تتكرّر في عرسال وخارجها، بعد الغدر الذي لحقَ بالجيش. وعلى الدولة أن تفتح عينيها جيّداً على عرسال وأن ينتشر الجيش في داخلها ويكونَ المسؤول الوحيد عن الأمن وتوزيع المساعدات والإغاثة، مشدداً على أن "القانون يجب أن يأخذ مجراه حيال هؤلاء ولا غطاءَ لأحد".
وإذ تبلّغ برّي من بعض الجهات المهتمة بقضية عرسال أنّ الاتصال فُقد بالمسلحين خاطفي العسكريين الذين انسحبوا إلى الأراضي السورية، شدد رئيس المجلس على أننا "ضد أيّ شكل من أشكال التفاوض والمقايضة مع المسلحين الإرهابيين، ولن نفتح الباب في هذا الموضوع، خصوصاً في موضوع سُجناء رومية".
وأوضح: "سابقاً لم نقايض مخطوفي إعزاز بسُجناء رومية ولا بأيّ شيء آخر، ولم نرضخ، لكنّني أخشى أنّنا أمام إعزاز جديدة".
وشن مسلحون السبت هجوما على مواقع للجيش في محيط عرسال، اثر قيام الاخير بتوقيف جهاديا سوريا اسمه عماد احمد جمعة. وقال الجيش ان جمعة اعترف بانتمائه الى "جبهة النصرة"، ذراع القاعدة في سوريا. بيد ان حسابات جهادية على مواقع التواصل، تداولت شريطا مصورا لجمعة، يعلن فيه حديثا مبايعته زعيم تنظيم "الدولة الاسلامية" ابو بكر البغدادي.
وقد انسحب المسلحون فجر الخميس من عرسال بعد تدخل هيئة العلماء المسلمين. لكن المسلحين أخذوا معهم أكثر من 35 أسيرا من الجيش وقوى الأمن.
ر.أ.ز
ج.ش